الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

ما معنى كلمة (أزواجاً) في قوله تعالى (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ)؟

506182

تاريخ النشر : 23-04-2024

المشاهدات : 3514

السؤال

معنى كلمة ازواجا في الاية 88 من سورة الحجر

الجواب

الحمد لله.

معنى أزواجاً في الآية الكريمة: لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88] 

أي أصنافاًـ وأمثالاً وأشباهاً.

فزوج الشي هو مثيله ونظيره.

قال الزجاج: (أَزْوَاجًا مِنْهُمْ) أي ‌أمثالاً ‌في ‌النِّعَم معاني القرآن (3/ 186).

وقال القرطبي: "ومعنى أَزْوَاجًا مِنْهُمْ أي: أمثالًا في النعم، أي: الأغنياء بعضهم أمثال بعض في الغنى، فهم أزواج" "تفسير القرطبي" (10/ 56).

وقال الشوكاني: "والأزواج الأصناف، قاله ابن قتيبة. وقال الجوهري: الأزواج: القُرناء". فتح القدير للشوكاني (3/ 171).

وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: والمراد بالأزواج هنا: الأصناف من الذين متعهم الله بالدنيا «أضواء البيان" (3/ 237).

والمعنى: بعد أن ذكر الله تعالى في الآية التي قبلها نعمة إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم القرآن والسبع المثاني.
قال له: لا تتطلع إلى ما أعطى الله أصنافاً من الأغنياء من متاع الدنيا.

قال ابن كثير رحمه الله: «لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم أي: استغن بما آتاك الله من القرآن العظيم، عما هم فيه من المتاع والزهرة الفانية» «تفسير ابن كثير" (4/ 548).

وقال القاسمي رحمه الله: «لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ يعني: قد أوتيت النعمة العظمى، التي كل نعمة، وإن عظُمت، فهي إليها حقيرة؛ وهي القرآن العظيم.

فعليك أن تستغني، ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به، من زخارف الدنيا وزينتها، أصنافا من الكفار، متمنيا لها؛ فإنه مستحقر بالإضافة إلى ما أوتيته" تفسير القاسمي محاسن التأويل (6/ 344).

وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: «لما بين تعالى أنه آتى النبي - صلى الله عليه وسلم - السبع المثاني والقرآن العظيم، وذلك أكبرُ نصيب، وأعظم حظ عند الله تعالى، نهاه أن يمد عينيه إلى متاع الحياة الدنيا الذي متع به الكفار؛ لأن من أعطاه ربُّه جل وعلا النصيب الأكبر، والحظ الأوفر؛ لا ينبغي له أن ينظر إلى النصيب الأحقر الأخس"  "أضواء البيان" (3/ 237).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب