الحمد لله.
أولا:
لا حرج في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي فيما هو نافع ومفيد؛ لأن الأصل في الأشياء النافعة الإباحة؛ لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعا) البقرة/29، وقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الأعراف/32.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "من القواعد المقررة عند أهل العلم أن "الأصل في الأعيان والمنافع الحل والإباحة إلا ما قام الدليل على تحريمه، وهذه القاعدة مستمدة من نصوص الكتاب، والسنة.
أما الكتاب: فمن قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعا).
وأما السنة فمن قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها).
وأخبر أن (ما سكت عنه فهو عفو) " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (12/169).
ثانيا:
أما استخدام الذكاء الصناعي في كتابة الأكواد البرمجية التي تخص الواجبات الجامعية، فالذي يظهر عدم جوازه؛ لأن الواجبات يراد منها تمرين الطالب، وقياس قدراته، والتحقق من مراجعته المادة، والاعتماد على الذكاء الصناعي في ذلك يخل بهذه الأهداف جميعا، وهو بمنزلة أن يأخذ الأكواد من زميل له؛ لقلة ما يعمله، فهو إلى الغش أقرب من إلحاقه بالبحث في جوجل وغيره، ولو بحث الإنسان في جوجل وأخذ "واجبا" مكتوبا، كان غشا؛ لقلة ما يعمله بنفسه، فكذلك هنا.
وإذا حصل الشك والاشتباه، فينبغي سؤال مدرس المادة هل يسمح بعمل الواجب اعتمادا على الذكاء الاصطناعي أم لا؟
وينظر في خطر الذكاء الاصطناعي على التعليم الجامعي: الذكاء الاصطناعي فرصة للتعليم الجامعي أم خطر عليه؟
والله أعلم.
تعليق