الحمد لله.
أولا:
الله تعالى ذو الجلال والإكرام، كما قال سبحانه: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن/78.
وروى مسلم (592) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: (اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ (يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).
وروى أبو داود (1495)، والنسائي (1300)، والترمذي (3544) عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) وصححه الألباني.
وروى الترمذي (3525) عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلِظُّوا بِيَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ) وصححه الألباني.
ورواه أحمد (17596) من حديث ربيعة بن عامر، وصححه شعيب الأرناؤوط.
قال السندي: (أَلِظُّوا) بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء المنقوطة، أي: الزموا ذلك.
وقد ورد في حديث أبي هريرة في عد الأسماء، وهو حديث ضعيف.
وذكره جمع من أهل العلم في أسماء الله الحسنى.
قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي:
" ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حِبَّان، وابن خزيمة، والبيهقيّ، وابن منده، ومن طريق عبد العزيز الترجمان.
وفي جَمْع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البيهقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابنِ الوزيرِ. 10- القحطانيِّ. 11- الحمود 12- الشرباصيِّ. 13- نور الحسن خان" انتهى من "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" ص 194
والذي يظهر أنه بهذا التركيب اسم من أسماء الله تعالى.
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله: " وهذا اسم عظيم الشأن، حتى قيل: إنه الاسم الأعظم" انتهى من "آثار المعلمي" (7/ 34).
ثانيا:
البرهان: ورد في حديث ابي هريرة في عد الأسماء، من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه (3957)، وهو حديث ضعيف، ضعفه البوصيري والألباني وغيرهما.
قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي:
" دليله: قوله تعالى: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ (القصص: من الآية32)، وقوله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْجَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ (النساء: من الآية174) .
التعليق: لم يرد بصورة الاسم، ولا يصحُّ إطلاقه لعدم دلالة النَّصِّ على كونه اسمًا، ولعدم صحَّة الاشتقاق.
مَن ذكره: جاء في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه.
وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- القرطبي. 3- الشرباصي" انتهى من "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" ص 223
وجاء في كتاب "إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته" للدكتورة حصة بنت عبد العزيز الصغير(1/ 69):
«البرهان:
المعنى في اللغة:
البرهان: هو الحجة الفاصلة البيّنة، يقال: برهن يبرهن برهنة: إذا جاء بحجة قاطعة.
ومنه: أن الصدقة برهان أي حجة ودليل لطالب الأجر؛ من أجل أنها فرض يجازي الله به وعليه، وقيل: هي دليل على صحة إيمان صاحبها؛ لطيب نفسه بإخراجها، وذلك لعَلَاقة ما بين النفس والمال.
ولم يرد اسم البرهان في القرآن كما لم يرد في سرد أسماء الله إلا في رواية ابن ماجه.
المعنى في الشرع:
ليس البرهان من أسماء الله تعالى، كما أنه لم يتبين وجه إطلاقه على الله تعالى، ولم يذكره المفسرون للأسماء الحسنى، ولايصح إطلاقه اسماً لله تعالى.
وروده في القرآن:
ورد وصفاً لكتاب الله في قوله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) [النساء: 174]
كما جاء في مواضع بمعنى بيان الحجة وهو أوكد الأدلة" انتهى.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله: " وأما برهان فهذا ما هو من أسماء الله قطعا ". انتهى
ثالثا:
الجامع، جاء مضافا في كتاب الله تعالى، كما قال سبحانه: (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) آل عمران/9.
وجاء في حديث أبي هريرة في عدّ الأسماء، وهو ضعيف كما تقدم.
وعدّه جماعة من العلماء من أسماء الله، منهم: ا- ابنِ منده. 2- ابنِ العربيِّ. 3- القرطبيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البيهَقيِّ. 6- ابنِ حجر. 7- ابن الوزير. 8- الشرباصيِّ. 9- نور الحسن خان.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن الاسم هو: " جامع النَّاس ليوم لا ريب فيه" أي مع الإضافة.
قال رحمه الله: " "وكذلك أسماؤه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدِّين، وأحسن الخالقين، وجامع النَّاس ليوم لا ريب فيه، ومقلِّب القلوب، وغير ذلك ممَّا ثبت في الكتاب والسنَّة، وثبت في الدُّعاء بها بإجماع المسلمين" انتهى من "مجموع الفتاوى" (22/ 485).
والحاصل:
أن "ذو الجلال والإكرام" من أسمائه تعالى، بخلاف البرهان والجامع.
والله أعلم.
تعليق