الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

هل الكفيل والمنعم من أسماء الله؟

536657

تاريخ النشر : 20-10-2024

المشاهدات : 651

السؤال

هل الكفيل والمنعم من أسماء الله الثابتة؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

الكفيل: ورد في قوله تعالى: (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) النحل/91.

وورد في قصة الرجل من بني إسرائيل، الذي أسلفَ آخَرَ ألفَ دينار، وفيه أنه قال: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلاَنًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلاَ، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) رواه البخاري (2291).

والكفيل: بمعنى الوكيل والحفيظ والشهيد والعائل والضامن.

ولم يرد بصورة الاسم المعرّف، في القرآن، ولا السنة الصحيحة.

وقد ورد في حديث عدّ الأسماء الحسنى، من طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، رواه الحاكم في “المستدرك” (1/ 17) والبيهقي في “الأسماء والصفات” (1/ 32)، وفي “الاعتقاد”، ص 51، وهو حديث ضعيف.

قال البيهقي عقب روايته: “تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل، ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري” انتهى.

وعدّه جمع من العلماء من أسماء الله الحسنى، منهم:

“1- ابنِ منده. 2- الحليميِّ. 3- البيهقيِّ. 4- ابنِ العربيِّ. 5- القُرطُبيِّ” انتهى من “معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” للدكتور محمد بن خليفة بن علي التميمي ص 183

قال أبو بكر ابن العربي، رحمه الله:

” وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: في حقيقة الكفالة، وهي الالتزام. وذلك يكون بالقول، وذلك من صفات الكلام، وقد يقال للعائل: كفيل؛ لأنه إذا عال المرءَ وأنفق عليه؛ كأنه فعلَ فِعل الملتزِم لذلك.

المسألة الثانية: الباري تعالى كفيل بالمعنيين المتقدمين جميعا، في باب الدنيا والدين: أما في الدين، فبقوله: ( أَنِّي ‌لا ‌أُضِيعُ ‌عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ ) ، وما أشبهه، وأما في الدنيا، فبقوله: ( وَمَا ‌مِنْ ‌دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) ، وأما بالفعل: فلأن الخلق عياله تعالى؛ يستدِرُّون خزائنه، ويستعيذون نقمه”.

ثم قال:

” إذا علمتم أن الكفيل هو الملتزِم، وتحققتم أن الله قد التزم ثوابَ الأعمال، وضَمِن جرَيانَ الرزق؛ فاعلموا أنه قال: ( وَأَنْ ‌لَيْسَ ‌لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى ) النجم/39؛ فنفى التوكل على العمل، ودعا العباد إليه، وقال: ( وَمَا ‌مِنْ ‌دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) هود/6؛ فأظهر الضمان، فعكس الشيطان هذا في حق الضعفاء، وقال للعصاة: توكلوا على المغفرة، واجتهدوا في طلب الدنيا، وعلى العبد أن يقوم بحق الوعدين، ويجتهد في العمل، ويتوكل في الرزق”. انتهى، من “الأمد الأقصى” (2/253-254).

ثانيا:

المنعم: ورد بصيغة الفعل في قوله تعالى: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ) النمل/19

قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي:

“127-“‌المُنعِمُ”

دليله: قوله تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ} . (النمل: من الآية19) .

من ذكره: ذكر في جمع: ا- جعفر الصادق. 2- ابن منده.» انتهى، من ” “معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” (ص254).

وقد شاع في كتب أهل العلم، قاطبة، على اختلاف مذاهبهم، من غير نكير منهم: مبحث “شكر المنعم”، والخلاف في وجوبه: هل هو بالشرع، أم بالعقل؟

وممن جزم بأن “المنعم” من أسماء الله الحسنى، من شيوخنا المعاصرين: فضيلة الشيخ صالح الفوزان، حفظه الله.

وجزم فضيلة الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، بأنه ليس من الأسماء الحسنى. قال:

” لا؛ ليس من أسماء الله، صفة نعم. لا شك أن الله منعم (واذكروا نعمة الله) هل يكون نعمة بدون منعم؟ وكذلك: ( أنعمت علي) أخذ منه المنعم” انتهى من تفسير سورة الروم.

لكنه مع ذلك: لم يمنع من التسمي باسم (عبد المنعم)؛ لأن المراد بـ”المنعم”: الله سبحانه وتعالى، لا يرتاب الناس في ذلك، وما زال التسمي به معروفا في الناس من قديم.

فقد سئل رحمه الله: “ما حكم التعبيد بأسماء لم يثبت كونها من أسماء الله الحسنى، مثل: (عبد الستار) ، (عبد المغني) ، (عبد الهادي) ، (عبد المنعم) … ونحوها؟ وهل يلزم تغييرها؟

فأجاب: الصحيح: أن ما دل من الأسماء بإطلاق على الله تعالى، جاز التعبيد به، كالمذكورة، ولا يلزم تغييره، ومثلها: عبد الناصر ” انتهى من “ثمرات التدوين” للدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي، ص6

وينظر: جواب السؤال رقم: (155382).

وينظر أيضا للفائدة فتوى الشيخ ابن باز.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب