الحمد لله.
إن الله تعالى تعبدنا بكتابه العزيز وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، والحق أن نفهم النصوص الشرعية بفهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من العلماء المجتهدين المعتبرين ومن هؤلاء الأئمة المشهود لهم بالصدق والعدالة والإمامة في الدين والعلم والفضل والخير والصلاح ؛ الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية ( الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ) رحم الله الجميع ، وكل هؤلاء متبعون للنصوص الشرعية ، وكان حرصهم وتعليمهم ونشرهم إنما هو للعلم الشرعي الصحيح ، وكلهم على الطريق الصحيح ، وكلهم متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم حريصون على ذلك ، أما الخطأ فهو واقع حتى من الصحابة ؛ لكن المسائل المتبعة في الشرع هي التي قام عليها الدليل وقد يخفى الدليل على بعض العلماء وقد يظهر لغيره أدلة أخرى وهذا لا يقدح في علمهم وعدالتهم ، فكلهم يطلب الحق وينشره ، وإذا أراد السائل أن يتبع إماما منهم يكون على مذهبه فيوافقه فيما قام عليه الدليل الصحيح الصريح فإن هذا هو المطلوب ، ولكن لا يتعصب لأحد ، ولا يجوز أن يعتقد وجوب اتباع أحد غير النبي في كل ما يقول .
والمؤهل للنظر في كلام العلماء ما وافقه الدليل ، والعامي الذي لا يعرف النظر في الأدلة والموازنة يقلد من يثق بدينه وعلمه من العلماء ويعمل بفتواه . والله أعلم .
تعليق