217

ما حكم القول للمريض: مسح الله عنك بيمينه الشافية؟

السؤال: 605641

ما حكم قول " أسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية" للمريض؟ هل هذا يعتبر من الزيادة على أسماء الله تعالى وصفاته التوقيفية؟

ملخص الجواب

لا حرج في الدعاء للمريض بقول: مسح الله عنك بيمينه الشافية، أي أزال الله مرضك، ويمينه سبحانه ملأى بالخير كله، من شفاء وغيره.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أسماء الله تعالى وصفاته توقيقية، فلا يثبت منها إلا ما ثبت بالنص من الكتاب أو السنة أو الإجماع.

وقد ثبت أن لله تعالى يدين، وأن كلتا يديه يمين.

وهذا الدعاء ينسب إلى الإمام أحمد، أنه دعى به لبَقِي بن مَخْلد الأندلسي رحمهما الله.

ذكر بقي بن مخلد أنه مرض، فجاء الإمام أحمد يعوده، فقال: "يا أبا عبد الرحمن، أبشر بثواب الله، أيام الصحة لا سقم فيها، وأيام السقم لا صحة فيها، أعلاك الله إلى العافية، ومسح عنك بيمينه الشافية" فرأيت الأقلام تكتب لفظه" انتهى من "المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد"، للعليمي (1/ 160).

لكن أشار الذهبي إلى القصة، وقال إنها منكرة؛ لأن بقي بن مخلد لم يأت أحمد إلا بعد توقفه عن التحديث، وفي هذه القصة أنه حدثه بأحاديث.

وينظر: "سير أعلام النبلاء" (13/ 294).

ويجاب عنه بأن أحمد رحمه الله حدثه رغم توقفه عن التحديث، وقد صرح بقي بن مخلد في كتابه الحوض والكوثر، (ص80) بالرواية عن أحمد.

وقال عبد القادر بن عمر البغدادي (ت1093ه) في "خزانة الأدب" (9/ 352): "وَيَقُولُونَ فِي الدُّعَاء للْمَرِيض: مسح الله مَا بك. وَكَانَ النَّضر بن شُمَيْل يَقُول: مصح الله مَا بك، أَي: أذهبه.

وَقَالَ اللَّخْمِيّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل: سُئِلَ أَبُو بكر الزُّبيدِيّ عَن قَول الْقَائِل: مصح الله عَنْك بِيَمِينِهِ الشافية، أبالسين يكْتب أم بالصَّاد؟

فَقَالَ: الَّذِي أقوله وأعتقده وأرويه أَنه بِالسِّين لَا بالصَّاد؛ فَإِن من كتبه بالصَّاد فَإِنَّمَا ذهب إِلَى قَوْلهم: مصح الظلُّ إِذا ذهب.

وَهُوَ قَول النَّضر بن شُمَيْل. وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ؛ لِأَن الصَّاد إِنَّمَا اسْتعْملت فِي الظل خَاصَّة" انتهى.

وأبو بكر الزبيدي متوفى سنة 379هـ، وهذا يعني أن هذا الدعاء معروف عند المتقدمين.

والمسح فيه معناه الإزالة، أي أزال الله مرضه، وهذا لا إشكال فيه، وكذلك وصف اليمين بالشافية، فإن يده سبحانه مباركة، كما في حديث أبي هريرة عند الترمذي (3368): وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ.

ومن بركتها الشفاء.

ويده سبحانه ملأى بالخير كله، من شفاء وغيره، كما روى البخاري (7411) ومسلم (993) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَقَالَ: عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى المِيزَانُ، يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ.

والحاصل: أن هذا الدعاء لا محذور فيه، وليس فيه إثبات صفة لم ترد.

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android