الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446 - 27 ديسمبر 2024
العربية

مشكلة ترك الزوجة في غياب الزوج الطويل في عمله

6713

تاريخ النشر : 13-12-1999

المشاهدات : 17694

السؤال


هل من الخطأ ترك الزوجة في البيت ؟ وعدم السماح لها بمغادرة البيت إلا وأنا معها ؟
سوف تمل فأنا أعمل 15 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع وأحصل على يوم راحة كل 3 أسابيع إذا كنت محظوظاً .

الجواب

الحمد لله.


1. لاشك أن المغريات في هذه الحياة كثيرة ، وطرق إضلال الشيطان لابن آدم متنوعة ومتعددة ، لذا يجب على الزوج أن يحتاط لهذا ، وقد أوكل الله إليه مهمة عظيمة وهي رعاية زوجته وأبنائه ، وجعل مسئولية تربيتهم وحفظهم عليه . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .. وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا .. " رواه البخاري 893

2. والزوجة بشر من لحم ودم ، تتأثر بما ترى وما تسمع من أهل الفتنة والسوء ، لذا ينبغي أن يكون هذا في حسبان الزوج . فيمنع عنها المؤّثرات المُفْسدة ويجنّبها الذّهاب إلى أماكن الشرّ .

3. وعلى الزّوج المسلم أن لا يعيش لدنياه فقط ويعمل كالآلة الصماء ، ولئن كان المال مغرياً : فما عند الله خير وأبقى ، فليحاول أن يجد عملا بوقت أقلّ ولو كانت الأجرة أقلّ ما دامت تكفيه وتسدّ حاجته وبذلك يوفّر وقتا لرعاية أهله وتربية أولاده .

4. ليس من المناسب ترك الزوجة هذا المقدار من الزمن ، اللهم إلا إن كان هناك ما يعوض المرأة في غياب زوجها ، كدراسة شرعية ، أو اجتماع مع من يخاف الله ويدلها على الخير ، وما أشبه ذلك . أما أن يكون تركاً مجرداً أو تركا مع جهاز لهو وبرامج تلفزيونية سيئة أو جيران السوء ، وصحبة فاسدة : فهو تفريط مذموم وكثيرا ما يرى المفرِّط جزاءه في الدنيا قبل لقاء ربه .

5. أما بالنسبة لخروج المرأة من بيتها فلا يُشترط شرعا أن يكون مع زوج أو محرم ما دامت موثوقة وتذهب إلى مكان لا يُخشى عليها فيه والطّريق مأمونة ، ووجود المَحْرم شرط في السفر ولا يجب أن يُرافق المرأة في البلد في كلّ مكان ، اللهم إلا أن يكون هناك سوءٌ أو فتنة في خروجها المسافة القصيرة ، فحينها لا تخرج المرأة وحدها ، بل عليها أن تحتاط فلا تخرج إلا مع زوج أو مع من يحافظ عليها ويحميها .

6.  إن وجود المسلم في بلاد الكفار يفرض نوعا من السعي لحماية نفسه وأهله مثل أن يجتمع عدد من العائلات المسلمة ويستأجرون عمارة أو يكونون بجانب بعضهم البعض ليوفّر ذلك نوعا من الحماية والبيئة الطّيبة للأهل والأولاد وفي الوقت نفسه تجد المرأة المسلمة من الصالحات والطيّببات من تسلّي نفسها معهن في غياب الزوج .

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إمام وصلى الله على نبينا محمد .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد