الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

ما هي السورة التي تعدل نصف القرآن ؟

71359

تاريخ النشر : 26-03-2006

المشاهدات : 247176

السؤال

ما هي السورة التي تعدل نصف القران ؟.

الجواب

الحمد لله.

جاء في فضل بعض سور القرآن الكريم أحاديث كثيرة ، منها الصحيح ، وكثير منها ضعيف أو منكر ، ومن ذلك ما جاء في فضل سورة الزلزلة أنها تعدل نصف القرآن ، فقد ورد ذلك في أحاديث منكرة ، وهي :

الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إذَا زُلْزِلَت تَعدِلُ نِصفَ القُرْآَنِ ) رواه الترمذي (2894) والحاكم (1/754)

وفي سنده يمان بن المغيرة العنزي ، قال فيه البخاري وأبو حاتم : منكر الحديث ، وقال ابن حبان : منكر الحديث جدا ، يروي المناكير التي لا أصول لها فاستحق الترك . انظر “تهذيب التهذيب (4/452) ”

وقد تفرد يمان بهذا الحديث ، دون جميع أصحاب عطاء ، ومثله لا يحتمل منه التفرد ، بل تفرده منكر ، والله أعلم .

وكلمة جماهير أهل العلم على تضعيف الحديث بسبب يمان بن المغيرة ، خلافا لمن صححه من أهل العلم . فقد ضعفه الترمذي حيث قال بعد أن أخرجه : غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة ، وضعفه ابن عبد البر في “التمهيد” بقوله : هو من أحاديث الشيوخ وليس من أحاديث الأئمة ، وضعفه ابن حجر في فتح الباري (8/687) ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، والمناوي في “فيض القدير” (1/367) ، والشوكاني في الفتح الرباني (12/5930) ، وقال الألباني في “السلسلة الضعيفة” (1342) : منكر .

الثاني : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَن قَرَأَ إِذَا زُلزِلَتْ عُدِلَت لَهُ بِنِصفِ القُرْآنِ ) رواه الترمذي (2893)

وفي سنده الحسن بن سالم العجلي ، قال المزي : هو شيخ مجهول له حديث واحد ، وقال العقيلي : مجهول في النقل ، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات .

انظر “تهذيب التهذيب” (1/396)

وقد اتفقت كلمة أهل العلم على تضعيف هذا الحديث أيضا ، فقد ضعفه الترمذي بقوله بعد إخراجه : غريب ، والعقيلي بقوله : “غير محفوظ” كما في “تهذيب التهذيب” (1/396) ، وابن حبان في “المجروحين” (1/279) ، والبيهقي في “شعب الإيمان” (2/497) ، وقال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (1/523) : منكر ، وكذا قال الألباني في “الضعيفة” (1342)

الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قَرَأَ إِذَا زُلزِلَتْ فِي لَيلَةٍ كَانَت لَهُ بِعَدل ِنِصفِ القُرْآنِ ) رواه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (691)

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله “السلسلة الضعيفة” (1342) : : ” أخرجه أبو أمية الطرسوسي في مسند أبي هريرة (2/195) ، وإسناده ضعيف جدا ، فيه عيسى بن ميمون المدني ، ضعفه الجماعة ، وقال أبو حاتم وغيره : متروك الحديث ” انتهى .

وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/268) : ” في إسناده راو شديد الضعف ” انتهى .

فيتبين بما سبق أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في كون سورة الزلزلة تعدل نصف القرآن ، ولكن يبدو أن بعض الأئمة من السلف كان يأخذ بهذه الأحاديث ، ويذهب في اجتهاده إلى أن ما في سورة الزلزلة من المعاني العظيمة تعدل نصف المقاصد التي جاء القرآن الكريم لتحقيقها .

جاء في “مصنف عبد الرزاق” (3/372) : عن معمر قال :

( سمعت رجلا يحدث أن إذا زلزلت تعدل شطر القرآن )

وعن جعفر عن هشام بن مسلم قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول :

( إذا زلزلت الأرض نصف القرآن ) .

وروى أبو عبيد عن الحسن البصري مرسلا :

( إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ، والعاديات تعدل نصف القرآن )

انظر “الإتقان” للسيوطي (2/413)

وجاء عن عاصم بن أبي النجود الإمام المقرئ قوله :

( كان يقال : من قرأ إذا زلزلت فكأنما قرأ نصف القرآن )

قال ابن حجر في “نتائج الأفكار” (3/270) : رجاله ثقات .

يقول المناوي في “فيض القدير” (1/367) :

” لأن المقصود الأعظم بالذات من القرآن بيان المبدأ والمعاد ، و” إذا زلزلت ” مقصورة على ذكر المعاد ، مستقلة ببيان أحواله ، فعادلت نصفه ، ذكره القاضي ” انتهى .

فهو اجتهاد لبعض السلف ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يعني أبدا أنها تعدل نصف القرآن في الأجر والمثوبة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب