الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

حكومتهم تجبرهن على كشف رؤوسهن عند التصوير

74322

تاريخ النشر : 26-08-2006

المشاهدات : 29668

السؤال

نحن نعيش في XXX وعندما نرغب في استصدار جواز سفر يتوجب علينا تصوير أنفسنا ، لكن المشكلة هي أن النساء إذا تصورن بغطاء الرأس فإن المسؤولين لا يقبلون تلك الصور ويقولون بأن الصور يجب أن تكون بدون الغطاء ، وهذا السبب الذي يجعل الكثير من المسلمات الآن غير قادرات على استصدار جوازات السفر لأنهن لا يردن خلع أغطية الرأس ، ولذلك فإنهن غير قادرات على إنهاء عدد من الشؤون الشخصية التي يتطلب إنهاؤها استخدام جواز السفر ، وأسأل إن كان هذا الوضع يعتبر في الإسلام من الضرورات ، وإذا كان ضرورة فلربما يسمح لهن والحال ما ذكر أن يخلعن غطاء الرأس ، أما إن لم يكن مسموحا فما الذي يمكنهن فعله إذن ؟ إضافة لذلك ففي أثناء فترة الجاهلية فإن العديد من النساء تصورن بدون غطاء الرأس من أجل استخراج جوازات السفر ، وقد اعتنقن الإسلام حاليا ، لكنهن يستخدمن هذه الجوازات في كل مكان وعندما تقتضي الضرورة إظهار هذه الجوازات في بعض الحالات فماذا عليهن أن يفعلن في هذا الوضع ؟
أرجو ملاحظة أن مسؤولي الحكومة لا يقبلون الصور التي تغطي فيها النساء رؤوسهن ، مع أنه وفقا لقوانينهم فإنه لا توجد مشاكل من ذلك .

الجواب

الحمد لله.

لا شك أن ما تفعله بعض البلدان من منع المرأة المسلمة من التمسك بحجابها ، يعدُّ أمراً منكراً وجريمة عظيمة ، وهي إن صدرت من دول كافرة فليس بعد الكفر ذنب ، ولكن المصيبة أن تصدر مثل هذه الأوامر من أناس ينتسبون للإسلام ، ومثله في الجُرم والقبح ما تفرضه بعض الأنظمة من إجبار المرأة على التصوير من غير حجاب للوثائق الرسمية كالجواز والهوية ، وفي الوقت الذي نجد الدول الكافرة تجيز للمرأة أن تقدِّم لوثائقها صورة بحجابها نرى بعض الدول التي تنتسب للإسلام ترفض هذا وتشدِّد فيه ، وما تحاول بعض الدول والمدن الكافرة من فعله – الآن – من منع المرأة المسلمة من تقديم صورتها بحجابها يأتي – من حيث الجرم - بالدرجة الثانية بعد تلك الدول والأنظمة المنتسبة للإسلام .

وفي 26 / 4 / 2004 نقلت المصادر الإخبارية أن القضاء الألماني أجاز للنساء المسلمات أن يقدمن صورة شمسية يظهرن فيها محجبات لاستصدار جواز سفر .

وقد أبطلت " المحكمة العليا الروسية " تعليمات وزارة الداخلية التي توجب على المواطنين الروس التصوير بدون غطاء الرأس ، وحددت " المحكمة العليا " بأن " المواطنات اللواتي لا تسمح معتقداتهن الدينية بالظهور أمام الغرباء بدون غطاء الرأس يمكن أن يضعن على جواز السفر صورة بغطاء الرأس " .

فانظر إلى بعض محاكم دول الكفر كيف تقف مع الحق الشرعي للنساء المسلمات ، بينما تحارب هذا الحق تلك الدول التي تنتسب للإسلام .

وعلى كل حال : لا يجوز للمرأة أن تطيع أحداً يأمرها بمعصية الله تعالى ، لا في خلع الحجاب في الشارع ولا في الصورة ، ولا يجوز للمرأة فعل ذلك إلا إن وصل الأمر لحدِّ الضرورة كالإكراه بالقوة ، أو أن تكون تلك الوثائق محتَّمة الصدور لضرورات الحياة .

ولا يجوز أن تكون المخالفة في هذا الأمر إلا أن يكون الضرر يقينيّاً أو بغلبة الظن ، فلا يجوز أن يكون من أجل سفر غير ضروري ، بل ينبغي أن يكون ذلك من أجل ضرورة تحتم إصدار الوثيقة كإثبات الإقامة أو إثبات الشخصية .

ومن اضطرت لهذه الصورة فلا تجعل أجنبيّاً يصورها ، بل إما أن يكون محرَماً لها أو تكون امرأة مثلها ، إلا أن لا تجد فتكون معذورة ، ولا يجوز لها أن تتجاوز في كشف الرأس ، فبعض الدول والأنظمة تكتفي بصورة فيها إظهار الأذنين أو مقدمة الرأس ، وعليه : فلا تتجاوز هذا إلى غيره .

ونسأل الله تعالى أن يفرِّج عن المسلمين ، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وأن يعينهم ويثبتهم على طاعته .

ونرجو النظر في جواب السؤال رقم : ( 45672 ) للأهمية .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب