الحمد لله.
لاشك في تحريم اللواط والمساحقة كما ذُكر في السؤال وممارسة ذلك من كبائر الذنوب التي تستوجب غضب الربّ وعقابه الأليم ، والشارع حكيم لم يحرم شيئاً على الناس إلا وفيه مفاسد وأضرار في الدنيا والآخرة . وأما مجرّد التفكير بمثل تلك المعصية فإن الإنسان لا يُعاقب عليه ما لم يعمل أو يتحدث كما قال عليه الصلاة والسلام " إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " .
لكن كثرة التفكير في شيء قد تقود إلى العمل ، أو هي على أقل الأحوال تشغل الإنسان عن التفكير فيما ينفع ويفيد ، وقد كان علماء الإسلام ينادون بإصلاح الخواطر ومجاهدة الأفكار الرديئة لما تؤدّي إليه من التدرّج الخطير والمُرْدي ، كما قال طبيب القلوب ابن القيّم رحمه الله : دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة ، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة فإن لم تدافعها صارت فعلا ، فإن لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها . الفوائد لابن القيم ص: 33
أما طريق التوبة فواضح : الإقلاع عن الذنب فورا ، والنّدم على ما حصل ، والعزم على عدم العودة والاستكثار من فعل الحسنات فإنهنّ يُذهبْن السيئات ، والابتعاد عمن كان يُمارس معه المعصية وهجره إذا لم يتب ومفارقة أصدقاء السّوء وكلّ ما يدعو إلى المعصية ، والله يتوب على من تاب .
تعليق