الحمد لله.
أولاً :
اختلاف المسلمين في تحديد أول شهر رمضان ، وتحديد وقت عيد الفطر ، راجع إلى اختلاف الفقهاء في مسألة مشهورة ، وهي هل رؤية الهلال في بلد تلزم جميعَ البلدان ، أم لكل بلد رؤيته ، وهذا ينطبق أيضا على تحديد وقت عيد الأضحى .
وهي من المسائل الاجتهادية ، وقد استدل كل فريق من العلماء بأدلة ، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (1248) .
القول بأنه إذا رؤي الهلال في بلد لزم جميع البلدان هو مذهب جمهور العلماء ، وقد اختاره الشيخ ابن باز رحمه الله ، كما في مجموع الفتاوى (15/77)
والقول باعتبار اختلاف المطالع هو الأصح عند الشافعية ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واختاره من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين ، وقد سبق نقل فتواه في جواب السؤال رقم (40720) .
ثانياً :
ينبني على هذا الخلاف اختلاف المسلمين في عيد الفطر وعيد الأضحى من غير فرق بينهما ،
قال الشيخ ابن باز رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في العمل باختلاف المطالع من دخول الشهر وخروجه :
" والذي يظهر لي أن اختلافها لا يؤثر ، وأن الواجب هو العمل برؤية الهلال صوماً وإفطاراً وتضحية متى ثبتت رؤيته ثبوتاً شرعياً في أي بلد ما ..
ثم قال : وإذا قلنا باعتبار اختلاف المطالع في الحكم أو لم نَقُلْ به ، فالظاهر أن الحكم في رمضان والأضحى سواء ، لا فرق بينهما فيما أعلمه من الشرع " انتهى .
مجموع فتاوى ابن باز (15/79)
وفي فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المشار إليها آنفاً ذَكَر أن اختلاف المطالع يُعمَل به في عيد الأضحى كما يُعمل به في دخول شهر رمضان وخروجه .
وعلى هذا فلا إشكال في أن عيد الأضحى يكون في بلد يوم الجمعة ، ويكون في بلد آخر يوم السبت ، وهكذا ، بناء على تعدد الرؤية واختلافها .
ومثل هذا يقال في صوم رمضان ، وفي صوم عرفة ، وصوم عاشوراء ، لأنها مسائل مترتبة على رؤية الهلال والحكم بدخول الشهر أو عدم دخوله .
والله أعلم .
تعليق