الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

(من فطر صائما كان له مثل أجره)

تاريخ النشر : 21-08-2009

المشاهدات : 77791

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

هذا الحديث دليل على فضل تفطير الصائم، وإن في ذلك أجراً عظيماً، وهو مثل أجر الصائم وهذا والله أعلم؛ لأنه صائم يستحق التعظيم، وإطعامه صدقة، وتعظيم للصوم وصلة بأهل الطاعات. وهذا أمر اعتاده المسلمون لإدراكهم الثواب الجزيل المرتب على ذلك، فإن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء.

وتفطير الصائم له مجالات متعددة من إطعام الفقير ما يأكل أو دفع مال له يشتري به طعاماً، على أن ذلك غير خاص بالفقير.

وللجود في شهر رمضان شأن عظيم، فقد ثبت أن النبي ﷺ كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، وذلك لشرف وقته ومضاعفة أجره، وإعانة الصائمين والعابدين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم. والجود هو سعة العطاء وكثرته، ويدخل فيه الصدقة وجميع أبواب البر والإحسان ويستفاد من هذا الحديث على الجود في كل وقت، والزيادة في رمضان.

فينبغي للإنسان أن يتأسى بنبيه ﷺ فيبذل ويتصدق ليواسي الفقراء والمحتاجين، ويتفقد الجيران ويصل ذوي الأرحام، ويساهم في مشاريع الخير. ولعل مما يحرك داعي الإنفاق أن يتذكر الإنسان بالصوم نعم الله عليه والنعمة لا تُعرف إلا بفقدانها، فيشكر نعمة الله عليه حيث يسر له الحصول على ما تشتهي مما أباح الله له، ويتذكر إخوانه الفقراء الذين لا يتيسر لهم ما يحتاجون فيجود عليهم بالصدقة والإحسان.والجمع بين الصيام وإطعام الطعام أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم إذا انضم إلى ذلك قيام الليل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يحرصون على إطعام الطعام وتفطير الصائمين، ويقدمون ذلك على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح..

 ولهم أخبار مشهورة، قال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أُعتق عشرة من ولد إسماعيل." وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأحمد بن حنبل وداود الطائي ومالك بن دينار. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن البصري وعبدالله بن المبارك.

قال الإمام الشافعي رحم الله: "أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً بالرسول ﷺ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم."

المرجع

أحكام الصيام للفوزان (ص67).

 

أحاديث أخرى:

(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)

(بني الإسلام على خمس)

(أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه)

(الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل)

(إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...)

(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)

(من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)

(اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)

(عمرة في رمضان تعدل حجة)

(الذين يفطرون قبل تحلة صومهم)

(من أكل أو شرب ناسياً)

(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)

(يفطر على رطبات)

(ثلاثة لا ترد دعوتهم – ومنهم – الصائم حين يفطر)

(كان رسول الله يعتكف العشر الأواخر)

(تسحروا فإن في السحور بركة)

(أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر)