الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

حكم كتابة آيات من القرآن على الجدران وواجهات المنازل

264601

تاريخ النشر : 05-02-2017

المشاهدات : 69511

السؤال

عند بناء بعض المنازل يتم وضع حجر مكتوب عليه ذكر مثل: "ما شاء الله" ضمن واجهة المنزل، يعني أن ذلك الحجر يشكل مع كل الحجارة في جميع الواجهات أساسًا يحمل سقف المنزل، وكل من يصعد إلى سطح المنزل أشعر أنه داس على ذلك الذكر، فهل في ذلك حرج؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا يشرع كتابة القرآن على الجدران، وهو مكروه عند جمهور أهل العلم، وحرمه بعضهم.

قال ابن الهمام رحمه الله في فتح القدير (1/ 169): " تكره كتابة القرآن وأسماء الله تعالى على الدراهم والمحاريب والجدران وما يفرش" انتهى.

وقال الدردير رحمه الله في الشرح الكبير (1/ 425): " وظاهره أن النقش مكروه ، ولو قرآنا [أي على القبور] ، وينبغي الحرمة؛ لأنه يؤدي إلى امتهانه . كذا ذكروا .

ومثله : نقش القرآن وأسماء الله في الجدران" انتهى.

 وقال النووي رحمه الله في روضة الطالبين (1/ 80): " ويكره كتابته على الحيطان، سواء المسجد وغيره، وعلى الثياب" انتهى.

وسئل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: " ما حكم كتابة الآيات والأحاديث على جدران المساجد؟ فأجاب: هذه تشوِّش على النَّاس .

أما كتابة الآيات على الجدران سواءً في المساجد، أو غيرها: فإنها من البدع، لم يوجد عن الصحابة أنهم كانوا ينقشون جدرانهم بالآيات .

ثم إن اتخاذ الآيات نقوشاً في الجدران: فيه شيء من إهانة كلام الله، ولذلك نجد بعضهم يكتب الآيات وكأنها قصور، أو مآذن، أو مساجد، أو ما أشبه ذلك، يكيف الكتابة حتى تكون كأنها قصر، ولا شك أن هذا عبث بكتاب الله عز وجل .

ثم لو قدِّر أنها كُتبت بكتابة عربية مفهومة: فإن ذلك ليس من هدي السلف .

وما الفائدة من كتابتها على الجدار؟

يقول بعض الناس: يكون تذكيراً للناس . فنقول: التذكير يكون بالقول، لا بكتابة الآيات .

ثم إنه أحياناً يكتب على الجدار: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) الحجرات/ 12، وتجد الذين تحت الآية هذه يغتابون الناس، فيكون كالمستهزئ بآيات الله.

إذاً: كتابة الآيات في المساجد، وعلى جدران البيوت كلها: من البدع، التي لم تكن معهودة في عهد السلف.

أما كتابة الأحاديث: ففي المساجد إذا كانت في القبلة: لا شك أنها توجب التشويش، وقد يكون هناك نظرة، ولو من بعض المأمومين إليها في الصلاة، وقد كره العلماء رحمهم الله أن يكتب الإنسانُ في قبلة المسجد شيئاً .

أما في البيت: فلا بأس أن يَكتب حديثاً يكون فيه فائدة، مثل كفارة المجلس: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه) هذا فيه تذكير" انتهى من " لقاء الباب المفتوح " (197 / 13).

وينظر: جواب السؤال رقم (254)  ففيه بيان المفاسد المترتبة على تعليق الآيات على الجدران، وأكثرها متحقق في كتابته على الجدران مباشرة.

 ثانيا:

أما الجلوس على سطح المنزل وقد كتب على جدرانه أو بعضها القرآن، فلا حرج فيه، ولا يكون جالسا على القرآن، ومن يجلس على الجدار؟! إنما يكون الجلوس على السطح بمنأى من الجدار.

فقولك: " وكل من يصعد إلى سطح المنزل أشعر أنه داس على ذلك الذكر" : هو من باب الوسوسة.

فالحذر الحذر من التمادي معها، فإن الوسوسة داء وبيل وشر كبير، عافانا الله جميعا.

وعلاج الوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات لها ، مع الإكثار من الذكر والطاعة .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب