علامات حب الله للعبد

14-06-2003

السؤال 27232

ما هي علامات حب الله للعبد؟ وكيف يكون العبد على يقين تام بأن الله جل وعلا يحبه وعلى رضا تام لهذا العبد؟

ملخص الجواب:

من علامات حب الله للعبد: 1- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، 2- الذل للمؤمنين والعزة على الكافرين والجهاد في سبيل الله وعدم الخوف إلا منه سبحانه، 3- القيام بالنوافل، 4- الحبّ، والتزاور، والتباذل، والتناصح في الله، 5- الابتلاء، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد وهي علامة على حب الله له.

الجواب

الحمد لله.

تعريف محبة الله 

لقد سألت عن عظيم. وأمرٍ جسيم. لا يبلغه إلا القلائل من عباد الله الصالحين.

فمحبة الله "هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون. وإليها شخص العاملون. إلى عَلَمها شمر السابقون. وعليها تفانى المحبون. وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح. وقرة العيون.

وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات. والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.

وهي روح الإيمان والأعمال. والمقامات والأحوال. التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه "

فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك

علامات حب الله للعبد 

ومحبة الله لها علامات وأسباب كالمفتاح للباب، ومن تلك الأسباب:

وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم .

ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم، وكانت أولى هذه الصفات: التواضع وعدم التكبر على المسلمين، وأنهم أعزة على الكافرين: فلا يذل لهم ولا يخضع، وأنهم يجاهدون في سبيل الله: جهاد الشيطان، والكفار، والمنافقين والفساق، وجهاد النفس، وأنهم لا يخافون لومة لائم: فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه أو يلومه.

وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ. رواه أحمد (4 / 386) و (5 / 236) و " التناصح " عند ابن حبان (3 / 338) وصحح الحديثين الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (3019 و 3020 و 3021).

ومعنى  َالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ أي أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ.

وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ أي يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ مِنْ الِاتِّفَاقِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ." انتهى من المنتقى شرح الموطأ حديث 1779.

ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة، كيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم:  إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة رواه الترمذي (2396)، وصححه الشيخ الألباني.

وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة.

فاللـــهم اجعلنا من أحبابـــــك

ثمرات محبة الله 

فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك والفضل الذي سينالك. فيكفي أن تعلم بأنك "حبيب الله ". فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده ما يلي:

  1. حبُّ الناسِ له والقبول في الأرض، كما في حديث البخاري (3209): إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

  2. ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ رواه البخاري 6502.

فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده:

نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته....

والله أعلم.

محبة الله
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب