أنا شاب، أحسب نفسي على خير، ولا أزكي نفسي على الله تعالى، أصلي فروضي الخمس في المسجد، وأقرأ يوميا سورة البقرة، وأقرأ الأذكار صباحا ومساءا، وأذكر الله كثيرا، تعلمت علم الكشف على الشخص المريض بالسحر عن طريق سيخ نحاس، بتردد معين + علم يسمى \”القنقنة\”، وهو: عبارة عن التفكير في الشيء، وإشارات العقل تعطي إشارات للسيخ، لا أستخدم جنا أو طلاسم أو أي شيء به شرك أو كفر، بل بالعكس أذكر الله كثيرا، وأقول الأذان وآية الكرسي تحصينا لي وأنا أستخدم السيخ النحاس، وبدون السيخ لا أعرف شيئا مطلقا، وأصل هذا العلم للبحث عن الماء بترددات، وهناك ترددات كيميائية لجمع العناصر الذهب والفضة وغيرها، تتطور العلم معي للكشف عن السحر، وتمت التجربة على ٢٠ شخصا، وبفضل الله تعالى وكرمه نجح هذا العلم، ووجدت الشيء المسحور من ورق وماء مرشوش وسحر مشروب فى البطن، وبعد ذلك أقول للشخص المصاب إذا كان مصابا بسحر أو مس أقول له:
اقرأ الرقية الشريعة لنفسك من الكتاب والسنة، وكذلك سورة الفاتحة وسورة البقرة وسورة الكافرون \” والصمد والفلق والناس ٣ مرات، وأقول له حافظ على صلاتك، وأذكار الصباح والمساء، والذكر بجميعه، دخول الخلاء، ونزول من البيت، إلى ذلك من الأذكار.
فهل هذا من علم العرافة أو الكهانة او الدجل أو الشعوذة؟ أم هل أنا مثل الطبيب الذي يكشف عن نوع الجنين بجهاز، ويعطى العلاج؟
هل هذا علم يضل الناس؟ أم علم محرم، أم ماذا؟ أم ينفع الناس في الشفاء بالقرآن والسنة والتقرب إلى الله تعالى؟
وقرأت فتوى الشيخ ابن باز قائلا:
\”فإذا وجد من يستدل على الماء بعلامات يقول: إنه يعرفها، سواء بالسيخ، أو بغير السيخ، أو بأي شيء، وجرب ذلك، ولم يعرف عليه أنه يدعو الجن، أو يستغيث بالجن، أو يعمل أشياء منكرة؛ فلا مانع من الانتفاع به، والاستفادة منه\”.
الحمد لله.
أولا:
القنقنة في الأصل راجعة إلى العلم بوجود الماء في الأرض.
قال في “لسان العرب” (13/ 350): ” والقِنْقِنُ والقُناقِنُ، بِالضَّمِّ: الْبَصِيرُ بِالْمَاءِ تَحْتَ الأَرض، وَهُوَ الدَّلِيلُ الْهَادِي، والبَصيرُ بِالْمَاءِ فِي حَفْرِ القُنِيِّ، وَالْجَمْعُ القَناقِنُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُناقِنُ الْبَصِيرُ بِجَرِّ الْمِيَاهِ، وَاسْتِخْرَاجِهَا، وَجَمْعُهَا قَناقِنُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى، … ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِنْقِنُ، والقُناقِنُ: المُهَنْدِسُ الَّذِي يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الأَرض، قَالَ: وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَفْر، مِنْ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ، أَي احْفِرْ احْفِرْ.
وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ مِنْ بَيْنِ الطَّيْرِ؟
قَالَ: لأَنه كَانَ قُناقِناً، يَعْرِفُ مَوَاضِعَ الْمَاءِ تَحْتَ الأَرض” انتهى.
وأصبحت القنقنة الآن تستعمل في مجالات أخرى، غير البحث عن الماء.
” فسّرت القنقنة بأنها قدرة الإنسان على استشعار المجال الكهرومغناطيسي الذي تسببه المياه أو المعادن الموجودة تحت الأرض، وعصا القنقن هو أداة تساعد على استشعار تفاعل المجالات الكهرومغناطيسية المختلفة التي تنبعث من الأشياء، مع مجال جسم الإنسان الكهرومغناطيسي الطبيعي، وتعتمد على أدوات كأسياخ النحاس والعصا، وقبلها كان الاعتماد على أغصان الزيتون، ولها عدة مسميات حاليا كالداوزنج dowsing وأيضا علم أسياخ النحاس. ولعصا القنقنة أو الداوزنج أشكال عدة من أشهرها عصا على شكل حرف L باللغة الانجليزية فيمسك المقنقن عصاتين قابضا بيده الطرف الصغير بحيث يكون الجزء الطويل مشيرا للأمام بشكل موازٍ للأرض متجولا في المكان المستهدف في حالة اهتزاز العصا، أو يتحركون مشكلين علامة x فهذا دلاله على وجود الهدف” انتهى .
ثانيا:
لا علم لنا بطريقة استخدام النحاس لمعرفة السحر، ولا بجدوى ذلك، ولا تفسيره لو حصل.
وقد ذكرت أنك تحافظ على الذكر والصلاة ولا تستعين بالجن، وهذا لا ينفي أن يتدخل الجن للإغواء والإضلال، وقد روى أحمد (3615) وأبو داود (3883) عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ .
قَالَتْ: قُلْتُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تُقْذَفُ، وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا وصححه الألباني في “صحيح أبي داود”.
قال في “عون المعبود” (10/ 263): ” (لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تُقْذَفُ) عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ أَيْ تُرْمَى بِمَا يُهَيِّجُ الْوَجَعَ، وَبِصِيغَةِ الْفَاعِلِ أَيْ تَرْمِي بِالرَّمَصِ أَوِ الدَّمْعِ، وَهُوَ مَاءُ الْعَيْنِ مِنَ الْوَجَعِ. وَالرَّمَصُ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ مَا جَمَدَ مِنَ الْوَسَخِ فِي مُؤَخَّرِ الْعَيْنِ، قاله القارىء” انتهى.
فيخشى أن يكون حركة السيخ من الشيطان، استدراجا لك، أو لغيرك.
والأصل أن السحر أو المس يعرف بأعراض معينة.
فالنصيحة لك ترك هذا الأمر، ودلالة الناس عموما على التحصن بالأذكار، واستعمال الرقية الشرعية عند حصول الأعراض.
والله أعلم