الحمد لله.
كفالة المسنين وإزالة الضرر عنهم أحد فروض الكفاية ، فيجب أن يوفر لهم عيش كريم ، وتجب لهم حقوق الإنسان كاملة موفرة ، ولا شك أن في القيام بذلك ابتغاء مرضاة الله خيراً كثيراً ، فما تنفقه من مال في سبيل رعايتهم مكتوب مضاعف إن شاء الله ، قال الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة/261.
ثم إن في عملك هذا تفريجا للكرب ، وتنفيساً للشدائد ، وعوناً للأخ المسلم ، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيما ترغيب حين قال : (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (4867) .
ولا شك أن ثواب كفالة اليتيم عظيمة ، ولكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يقدم بصدقته من هو أشد فقراً وحاجة ، وقد يكون اليتيم له مال ينفق منه ، أو له من ينفق عليه من الأغنياء ، فيكون غيره الذي لا مال له ، ولا أحد ينفق عليه أولى بالصدقة عليه ومعاونته ، ويكون أكثر ثواباً إن شاء الله من ثواب الإنفاق على اليتيم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – بعد ما ذكر أهل الزكاة الثمانية :
"فإن قيل : أيها أولى أن تصرف فيه الزكاة من هذه الأصناف الثمانية ؟
قلنا : إن الأولى من كانت الحاجة إليه أشد ، لأن كل هؤلاء استحقوا الوصف ، فمن كان أشد إلحاحاً وحاجة فهو أولى ، والغالب أن الأشد هم الفقراء والمساكين ، لهذا بدأ الله تعالى بهم فقال : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) التوبة/60 " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (18/339) .
والله أعلم .
تعليق