الحمد لله.
أولا :
ما ذكرت من تأخر الزواج وانصراف الخطاب عنك قد يكون أمرا عاديا ، فإن الخاطب قد لا يستريح للمخطوبة ولو كانت جميلة ، وقد يصرفه الله عنها ليهيء لها من هو أفضل منه ، وقد يكون ذلك إلى وجود سحر أو عين ، ولهذا نوصيك بالرقية الشرعية والمداومة عليها مع الإلحاح في الدعاء والإكثار من الأعمال الصالحة ، والتوبة من الذنوب الخفية .
ولمعرفة الرقية الشرعية وآدابها راجعي السؤال رقم (12918) ، ورقم (11290) ورقم (3476) ورقم (11026) ورقم (21581) .
ثانيا :
لا يجوز التعامل مع الموقع المذكور لأنه موقع شعوذة وشرك وباطل ، فإن صاحبه ممن يدعو غير الله تعالى ممن أسماهم خدام سورة كذا وسورة كذا ، وممن يعتقد النفع والضر في الأحجار ، وفي الموقع جملة من البدع والخرافات الأخرى.
فقد جاء فيه : "طريقة كشف الأثر: هو أنك تحضر شيء من أثرك أي شيء من ملابسك يكون نظيف وتفرده أمامك وتفرد كفك بمقدار شبر ثم تضع كفك على الأثر واعمل علامة بالقلم في أول الشبر وعلامة في آخر الشبر ... ثم اقرأ على الأثر سورة الهمزة 7 مرات وقول بعد كل مرة تقرأ فيها السورة توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وبينوا لي إن كان بي سحر فطولوا الأثر وإن كان بي مس فقصروا الأثر" .
وفيه : "تنام على فراش طاهر وملابسك نظيفة على وضوء وتقرأ قبل النوم سورة يس 7 مرات وعقب كل مرة تقول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وأروني في منامي كذا وكذا" .
وهذا شرك وضلال ظاهر ، فليس في القرآن أو السنة ما يدل على أن لسور القرآن خداما من الجن أو الملائكة ، ولو فرض وجود هؤلاء الخدام لم يجز دعاؤهم وسؤالهم ؛ لأنه من دعاء غير الله .
وفيه فوائد حجر جزع العقيق : "هذا الحجر يرد السحر على الساحر أي عندما يصاب إنسان بسحر ما فهذا الحجر يرد السحر على الذي سوى السحر" .
وفي فوائد حجر الفيروز : "من خواصه يستعمل للحماية من العين والنظرة والحسد" .
وهذا صنيع أهل الجاهلية ، يتعلقون بالأحجار ويزعمون أنها تجلب الحظ أو تدفع العين ، وفاعل ذلك يعاقب بنقيض قصده ، كما جاء في الحديث : (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ) رواه أحمد (17404) وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "والودعة : واحدة الودع ، وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين ، ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تصبه العين ، أو لا يصيبه الجن .
قوله : (لا ودع الله له) ، أي : لا تركه الله في دعة وسكون ، وضد الدعة والسكون القلق والألم .
وقيل : لا ترك الله له خيرا ؛ فعومل بنقيض قصده" انتهى من "شرح كتاب التوحيد" ضمن مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (9/161) .
والموقع مليء بالضلالات والجهالات والبدع ، فالواجب الحذر منه ومما شابهه ، وعدم الاغترار بزعمهم أنهم يعالجون بالقرآن ، فإنهم دجالون أفاكون ، وقد أحسنت في عدم الاتصال بهذا الرجل الضال .
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويرزقك من فضله .
والله أعلم .
تعليق