الحمد لله.
أولا :
نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ، ونسأله لك الثبات والتوفيق وهداية الوالدين وسائر من تحبين .
وينبغي أن تحرصي على دعوة والديك ، وإعطائهما حقهما من البر والإحسان كما يأمر به ديننا العظيم .
ثانيا :
لا يجوز الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر ؛ لما روى أحمد ، والترمذي (2801) عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالْخَمْرِ ) والحديث عزاه الحافظ ابن حجر في الفتح إلى النسائي ، وجوّد إسناده ، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 6 ) .
وذلك أن شرب الخمر منكر عظيم ، وكبيرة من كبائر الذنوب ، فلا يجوز فعلها ، ولا الإقرار عليها .
والمؤمن مطالب بإنكار المنكر بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، لكن يلزمه حينئذ القيام والبعد عن مكان المنكر إن استطاع .
وينظر جواب السؤال : (145587) ، (94936) .
هذا هو الأصل العام ، عدم الجلوس على المائدة أثناء شرب الخمر ، فإن كان والداك يشربان بعد تناول الطعام ، فكلي معهما وانصرفي قبل شربهما ، وإن كانا يشربان مع الطعام ، فإن قدرت على ترك الجلوس معهما ، ولم تخشي مفسدة أعظم ، فافعلي ، مع بيان أن دينك يمنعك من هذا الجلوس .
وإن خشيت من ذلك مفسدة وضررا - وليس مجرد إحراج لهما - كالطرد والإخراج ، أو الصدود والنفور عن الاستماع لك مع وجود بوادر الرغبة في الإسلام ، جاز لك الجلوس معهما مع كراهة القلب وإنكاره .
وينبغي أن تبيني مفاسد الخمر وأضرارها والأسباب التي ناسبت تحريمها ، وينظر السؤال رقم : (40882) للفائدة .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق