الحمد لله.
أولا :
ما حصل بينك وبين زميلك ، وقولك له : موافقة ، ولزومه هو الصمت ، لا يعتبر زواجا ، لأن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بوليّ ) رواه أبو داود (2085) وصححه الألباني في إرواء الغليل (1839) .
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها ) قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام : رجاله ثقات .
وصححه أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/285) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1848) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709
فتزويج المرأة لنفسها باطل ، على فرض وجود الإيجاب منها والقبول من الرجل ، فكيف والحال أن زميلك هذا لم يقل شيئا ؟!
والحنفية وإن جوزوا النكاح بلا ولي ، إلا أنهم لا يعتبرون ما ذكرت نكاحا ؛ لعدم حصول الإيجاب والقبول ، وقولهم بجواز النكاح بلا ولي قول ضعيف مرجوح تردّه الأحاديث السابقة.
ثانيا :
ينبغي أن تعرضي عن هذه الوسوسة ، وألا تلتفتي إليها ، وأن تكثري من ذكر الله تعالى ، وقراءة كتابه ، والإقبال على طاعته ، فهذا من أنفع الأدوية للتخلص من الوساوس التي هي من كيد الشيطان لابن آدم ، ليدخل عليه الحزن والهم .
فكلما جاءك الشعور بأن ما حصل كان زواجا ، فأعرضي عنه ، وانشغلي بأمر آخر ، وأيقني أن ما حصل لا يعد زواجا ، وأنه لا صلة ألبتة بينك وبين ذلك الرجل ، وأنه أجنبي عنك كسائر الأجانب ، وأن هذا الشعور نوع من الوسواس الذي ينبغي التخلص منه وعدم الاسترسال فيه .
ثالثا :
ما حصل مع زميلك الآخر وقوله لك : تتزوجيني ؟ وإجابتك له بلا ، لا يعد شيئا ، وإنما يدل على قلة الحياء ، وذهاب المروءة ، وذلك من آثار الاختلاط المحرم ، فمن يصدّق أن هؤلاء طلاب أتوا الجامعة للدراسة ؟! نسأل الله السلامة والعافية .
والنصيحة لك أن تتجنبي الاختلاط بالرجال ، وأن تحذري عاقبته ومغبّته ، وأن تعلمي أنه مشتمل على جملة من الآثام ، لتضمنه النظر والسماع والكلام والتمني .
نسأل الله أن يحفظك ويرعاك ، وأن يذهب عنك ما تجدين ، وأن يرزقك الزوج الصالح المستقيم .
والله أعلم .
تعليق