الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

شرح (اقرأ وارتق ورتل)

191930

تاريخ النشر : 17-03-2013

المشاهدات : 380831

السؤال

ماذا يعني هذا الحديث؟ قال رسول الله صلي اله عليه وسلم: (يقال لقارئ القرآن: اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في "صحيح أبي داود". هل يعني ذلك الحديث أنني سأكون في أقل درجات الجنة منزلة، بسبب أنني أعجمي ولا أستطيع قراءة القرآن؟

ملخص الجواب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل، كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها). (يقال): أي عند دخول الجنة (لصاحب القرآن): أي من يلازمه بالتلاوة والعمل، لا من يقرؤه ولا يعمل به (اقرأ وارتق): أي: إلى درجات الجنة أو مراتب القرب (ورتل): أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة...، (كما كنت ترتل): أي: في قراءتك (في الدنيا).

الحمد لله.

شرح (اقرأ وارتق ورتل)

روى الترمذي (2914) وأبو داود (1464) واللفظ له، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا.

قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله: " يُقَالُ: أَيْ عِنْدَ دُخُولِ الْجَنَّة لِصَاحِبِ الْقُرْآن: أَيْ مَنْ يُلَازِمُهُ بِالتِّلَاوَةِ وَالْعَمَل، لَا مَنْ يَقْرَؤُهُ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ اِقْرَأْ وَارْتَقِ: أَيْ: إِلَى دَرَجَات الْجَنَّة أَوْ مَرَاتِب الْقُرَبِ وَرَتِّلْ: أَيْ لَا تَسْتَعْجِلْ فِي قِرَاءَتِك فِي الْجَنَّة...، كَمَا كُنْت تُرَتِّلُ: أَيْ: فِي قِرَاءَتِك فِي الدُّنْيَا.

وَيُؤْخَذ مِنْ الْحَدِيث: أَنَّهُ لَا يُنَالُ هَذَا الثَّوَاب الْأَعْظَم، إِلَّا مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ، وَأَتْقَنَ أَدَاءَهُ وَقِرَاءَتَهُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ " انتهى بتصرف يسير من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (4/237) – ترقيم الشاملة -.

وقد سبق في جواب السؤال رقم: (169485) الكلام على أن المقصود بالفضل الوارد في الحديث السابق، إنما هو لحافظ القرآن العامل بما فيه، فينظر في الإحالة للفائدة.

هل من لم يحفظ القرآن سيكون في أقل درجات الجنة منزلة؟
 

الحديث السابق في فضل صاحب القرآن، لا يعني أن من لم يحفظ القرآن سيكون في أقل درجات الجنة منزلة، بل الحديث يدل على فضل خاص، لعمل خاص من الأعمال، ولا يدل على أن الدرجات العالية لا ينالها إلا من حفظ القرآن، أو قرأه؛ فأكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا حفاظا لكتاب الله، حفظ القراءة والترتيل، وإن كانوا حفاظا للعمل به؛ فمن فاته هذا الأجر الخاص، والفضيلة الخاصة، كان بإمكانه أن يجتهد فيما يسره الله له من الفضائل، من صلاة وتهجد وقيام، أو زكاة وصدقة، أو صوم بالهواجر، أو ملازمة لذكر الله، أو قضاء لحوائج الناس... أو ما شاء الله من أبواب الخير والهدى.
روى البخاري (3256) ومسلم (2831) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ.

وروى مسلم (251) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب