الحمد لله.
أولا :
روى النسائي في "السنن الكبرى" (10273) ، وأحمد (5605) عَنْ قَزْعَةَ ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَلَمَّا خَرَجْتُ شَيَّعَنِي وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ : إِنَّ اللهَ إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ ) ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللهَ دَيْنَكَ ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِمَ عَمَلِكَ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامُ " .
وصححه محققو المسند .
ورواه أبو داود (2600) ولفظه : عَنْ قَزَعَةَ ، قَالَ: " قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ) .
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال الخطابي رحمه الله :
" الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم وماله الذي يودعه ويستحفظه أمينه ووكيله ومن في معناهما ، وجرى ذكر الدين مع الودائع : لأن السفر موضع خوف وخطر ، وقد تصيبه فيه المشقة والتعب ، فيكون سببا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين ، فدعا له بالمعونة والتوفيق " انتهى من "معالم السنن" (2/ 258) .
ثانيا :
الدعاء الوارد في ذلك إنما هو في حال مخصوصة ، كما سبق بيانه في الحديث ؛ فيشرع المحافظة على ذلك ، في الحال التي ورد فيها الدعاء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : توديع المسافر ، واستيداعه دينه ، وأمانته .
ولا حرج على العبد أن يدعو
بمثل هذا الدعاء ، أو أكثر منه ، أو أقل ، في خاصة نفسه ، ولمن شاء من إخوانه ،
دعاء مطلقا غير ملتزم بحال سفر أو غيره ؛ فمعناه مناسب مطلوب على كل حال .
وإن زاد شيئا من عنده : فلا بد أن يتحرى صواب معناه ، وعدم منافرته لما ذكر معه من
الدعاء .
والدعاء المذكور : ليس فيه ما ينكر ، ولا يمنع الدعاء به في عامة الأحوال ؛ لكن لا
يكون ذلك وردا لازما ، يلتزمه دائما ، أو يدعو الناس إليه ، وإنما يكون مثل ذلك
فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية والأذكار .
وينظر جواب السؤال رقم : (171881)
، (69759) ، (105409)
، (153274) .
والله تعالى أعلم .
تعليق