الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

شخص يقول عن نفسه : هو إله الرياضيات

210687

تاريخ النشر : 04-07-2014

المشاهدات : 23463

السؤال


هل يجوز قول أنا إله الرياضيات ، و ما شابهه بنية أنني أجيد الرياضيات لا بنية أني إله آخر؟ فقد سمعت أخ مسلم يقولها وعندما أخبرته أنه لا يجوز التلفظ بهذه الالفاظ ولو كانت النية سليمة أصر على موقفة بحجة أن نيته سليمة . ما حكم قوله ذلك ؟ وما يترتب عليه إن كان مخطيء ؟ أرجوا إفادتي بأدلة من القرآن والسنة .

الجواب

الحمد لله.


للكلمة شأن في دين الله عظيم ؛ إذ بكلمة يقولها العبد ربما أخرجته من دين الإسلام ، قال تعالى:  يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا التوبة/ 74 ، وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ التوبة/ 65، 66، وبكلمة يقولها العبد يرفعه الله بها درجات ، وبكلمة أيضا يهوي بها في جهنم ، قال الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  ق/ 18، وروى البخاري (5996) ، ومسلم (5304) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وروى الترمذي (2241) وصححه ، عن بِلَال بْن الْحَارِثِ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ .
والكلمة التي يقولها هذا الشخص التي يصف نفسه فيها بأنه ( إله الرياضيات ) كلمة قبيحة فاجرة ، يخشى على صاحبها الكفر والخروج من دين المسلمين ، ذلك أنه يذكر هذه الكلمة في مقام مدح نفسه ، ووصفها بالرسوخ وعلو الكعب في علم الرياضيات ، وبلغ من غروره بنفسه وتلاعب الشيطان به أن وصف نفسه بأنه إله هذا العلم ، والله تعالى يقول : (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) .
وكلمة ( الإله ) لا تطلق على سبيل الاستحقاق إلا على الله سبحانه ، إذ الإله هو المألوه المستحق للعبادة ، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى " فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَأْلُوهُ ، وَالْمَأْلُوهُ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ ، وَكَوْنُهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ هُوَ بِمَا اتَّصَفَ بِهِ مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي تَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمَحْبُوبَ غَايَةَ الْحُبِّ ، الْمَخْضُوعَ لَهُ غَايَةَ الْخُضُوعِ ؛ وَالْعِبَادَةُ تَتَضَمَّنُ غَايَةَ الْحُبِّ بِغَايَةِ الذُّل " انتهى من " الفتاوى الكبرى " لابن تيمية (5 / 227) ، وإذا أطلق لفظ (الإله) على ما يعبد من دون الله فهذا من باب اعتقاد عابديها فيها ، لا من باب استحقاقها للعبادة ، فإنه لا يستحق العبادة إلا الله رب العالمين جل جلاله وتقدست أسماؤه ، ولذلك فإن كل ما يعبد من دون الله وإن كان إلها بالنسبة إلى عابده إلا أنه إله باطل لا يستحق الألوهية .
وقول ذلك الرجل : إنه إله الرياضيات ، هو تشبه منه بالوثنيين كالفراعنة وغيرهم الذين كانوا يجعلون لكل شيئا إلها .
فعلى هذا الشخص أن يسارع بالتوبة إلى الله سبحانه وأن يكف عن إطلاق هذا اللفظ فليس هناك إله بحق إلا الله سبحانه وتعالى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب