الحمد لله.
أولا :
لا شك أن حسن الخلق من صالح الأعمال وهو يزيد من الإيمان ، وأن سوء الخلق من سيء الأعمال وهو ينقص من الإيمان .
وحسن خلق الداعية من أعظم أسباب نجاحه في دعوته وإقبال الناس عليه وسماعهم نصحه وتذكيره وطاعته والرضا بما يقول ، أما سوء الخلق : فعقبة في سبيل الدعوة ، ونفرة بين الداعي وبين الناس .
وينظر جواب السؤال رقم : (199021).
ثانيا :
المسلم لا يهجر أخاه المسلم لحظ نفسه ، أو لأجل مخاصمة في أمر من أمر الدنيا وعرضها : فوق ثلاث ، كما صح بذلك النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإذا كنت قد صبرت على أذاها
زمنا ، كما في سؤالك ، فقد بقي أن تحاولي نصحها ووعظها فيما ينالك منها من أذى ،
إما بصورة مباشرة منك ، إن كان ذلك ممكنا ، أو عن طريق غيرك من أهل النصيحة وصدق
القول .
فإن لم يندفع أذاها بمثل ذلك ، ورأيت أن في مواصلتها أذى لك ، في نفسك ، أو في ولدك
، بما لا تحتملينه عادة : فلا حرج عليك في هجرها ، وترك مواصلتها ، والخلطة بها ،
وتقليل فرص التعامل والاحتكاك بها .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا أن يكون يخاف من
مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه ، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه ،
فإن كان ذلك فقد رخص له في مجانبته وبعده ، ورب صرم [أي : مقاطعة وهجر] جميل خير من
مخالطة مؤذية .
قال الشاعر:
إذا ما تقضي الود إلا تكاشرا ... فهجر جميل للفريقين صالح " .
انتهى من "التمهيد" (6/127) .
وينظر جواب السؤال رقم : (143596).
لكن مع ذلك ، لا تتركي السلام عليها عند اللقاء العارض بينكما ، والمواصلة بالسلام
تخفف أمر الهجر والقطيعة بينكما ، إن شاء الله .
وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (93146) ، ورقم : (98311) ، ورقم : (193666) .
والله أعلم .
تعليق