الحمد لله.
كل مريض يشق عليه الصوم أو يسبب الصوم له تأخراً في الشفاء، أو كان العلاج مما يتلقى في النهار على وصف طبيب حاذق فيجوز لهذا المريض أن يفطر في رمضان، وعليه القضاء في أيام أخر، قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة: 184، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (2/ 276): " قَالَ جُمْهُورُ مِنَ الْعُلَمَاءِ: إِذَا كَانَ بِهِ مَرَضٌ يُؤْلِمُهُ وَيُؤْذِيهِ أَوْ يَخَافُ تَمَادِيَهُ أَوْ يَخَافُ تَزَيُّدَهُ صَحَّ لَهُ الْفِطْرُ" انتهى.
وعسى أن تستفيدي من الصيام في علاجك مما بك ، فإن الصيام يضيق مجرى الدم على الشياطين .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/364): " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ؛ لِأَنَّ الصَّوْمَ فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَتَضْيِيقٌ لِمَسَالِكِ الشَّيْطَانِ" انتهى.
وشرب الماء المرقي على الريق، يتحقق للصائم إذا شربه عند الإفطار، ولا يلزم أن يكون عند الصباح؛ فلا يظهر لنا أن هذا العذر مبيح للفطر في نهار رمضان .
والله أعلم .
تعليق