السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

تفسير قوله تعالى: (وعنبًا وقضبًا) .

322721

تاريخ النشر : 02-02-2020

المشاهدات : 77613

السؤال

أريد تفسير قوله تعالى في سورة عبس : (وعنباً وقضباً)، إني أحتاج إلى تفسير (وقضباً)، هل هو هنا مقصود نبات الجت ـ البرسيم الحجازي ـ ،والاسم العلمي Medicago sativa L ؟

الجواب

الحمد لله.

اختلف السلف في التعبير عن "القضب" ، وخلاصة أقوالهم : أنه نوع من "العلف" ، الذي يُقطع ثم ينمو . وشأن "البرسيم" كذلك ؛ أنه يقطع ثم ينمو؛ فلا مانع من أن يكون مرادا بالآية، وأحد أفراد عموم "القضب" ؛ لكن لا دليل على أنه المراد بذلك، دون غيره من أنواع "القضب" الذي يقطع ثم ينمو ، وتأكله الدواب.

وقد وردت عبارة السلف عن القضب كالآتي ؛ عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : الفَصْفَصَة ، وعن قتادة من طريق سعيد : الفَصَافِص ، وعن الضحاك من طريق عبيد : الرَّطْبَةُ ، وعن الحسن من طريق يونس : العَلَفُ.

وقال ابن جرير : يعني بالقَضْب : الرَّطْبَةُ ، وأهل مكة يسمون القَتَّ : القَضْبَ.

وهذا يعني أن القضْبَ له أكثر من مسمَّى ، فعبَّر عنه كل واحد منهم بأحد أسمائه ، وهي : العَلَفُ ، والرَّطْبَةُ ، والقَتُّ ، وهو البَرْسِيمُ كذلك .

والظاهر هنا أن ما ورد عن السلف في ذلك، إنما هو على سبيل المثال لا التعيين في هذا الموضع ، فإن القضبَ يطلق على ما يُقْضَبُ من النبات ؛ أي : يُقطع ثم ينمو ، ويشمل ذلك أصنافًا كثيرة تشبه العلف في هذا الوصف ؛ كالجرجير والكرَّاث والنعناع ، وغيرها ، والله أعلم.

انظر: "تفسير جزء عم" مساعد الطيار : (56 - 57).

قال "الفراهي" في "مفردات القرآن" (370) : " القَضْب : نبات يؤكل ناعمًا خَضِرًا ، ولذلك تسمى الرَّطْبَةُ قَضْبًا.

وهو بالفارسية: اِسْبسْت .

مِن: قَضَبَه : قَطَعه بصوت مشابه بتلفظ حروف "قضب" ، ويشبهه لفظ المَضغ.

والقَضْب ؛ جامع لكل ما يؤكل رَطْبًا " ، انتهى .

وفي "المعجم الاشتقاقي المؤصل" (4/ 1801) : " المعنى المحوري قطع شيء غَضّ لكنه ملتئم . كالأغصان المذكورة ، وأطراف العيدان التي تسقط .

ومن مادِّيِّ قطعِ الغضّ أيضًا: "قَضّب الكرْم - ض: قطع أغصانه وقضبانه في أيام الربيع ".

... وفي آية التركيب قال الفراء : "القَضْب: الرَطْبة من عَلَف الدواب . وفي [قر 19/ 221] هو القَتّ ( من علف الدواب ) ، والعَلَف ، وعن الحسن : سمي بذلك لأنه يُقضَب ، أيّ : يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة .

وعن ابن عباس هو الرُطَب (من التمر) ، لأنه يقضب من النخل ، ولأنه ذُكِر العنب قبله.

وقيل : يعني جميع ما يُقْضَب ، مثل القَتّ والكراث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصلها ". اهـ "، انتهى .

وفي "التفسير الوسيط - مجمع البحوث" (10/ 1792) : " (وَعِنَبًا وَقَضْبًا) أَي : عنبا يُتفكه به ، وقضبا ، أَي : علفا رطبا للدواب ، وقيده بذلك الخليل ، وقال : إذا جف : فهو التبن ، وسمى قضبا ، لأَنه يُقضب ، ويقطع مرة بعد أُخْرى كالبرسيم ونحوه.

وقيل : هو ما يقضب ليأْكله ابن آدم غضا كالبقول وبعض الخضروات"، انتهى .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب