الحمد لله.
أولًا:
الرقية الشرعية من الأعمال التي دعا إليها الشرع، وحث عليها.
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "الرقية تكون بالقرآن، وبالدعوات الطيبة، هذه الرقية مع رجاء أن «الله يتقبل وينفع بها، فينفث عليه بريقه، ويقرأ الفاتحة أو بعض الآيات، أو آية الكرسي، أو قل هو الله أحد والمعوذتين، القرآن كله شفاء: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ، فالرقية تكون بالقرآن، وبالدعوات الطيبة على محل الألم، ينفث على محل الألم: في صدره، أو رأسه، أو يده، أو رجله، ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها من القرآن، ويدعو: اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما، ويقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك، هذه الرقية الشرعية، مع رجاء أن الله ينفع بذلك، وسؤاله أن يتقبل وأن ينفع وأن يشفي المريض، يكون عنده إيمان بأن الله هو الشافي، وأن هذه أسباب، فهو يسأل الله أن يشفي المريض، ويقرأ عليه، ويرجو من الله أن ينفع برقيته".
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (1/325).
ثانيًا:
سورة (الفلق) من السور العظيمة، والتي لها أثر كبير في الشفاء بإذن الله تعالى.
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ"، رواه "البخاري" (5748).
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ؛ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ رواه مسلم (814).
وعن عقبة بن عامر، رضي الله عنه، أيضا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَابِسٍ – وهو نفسه: عقبة بن عامر بن عابس - ؛ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ . قَالَ: قُلْتُ: بَلَى.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ؛ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ رواه أحمد (17389) وغيره، وصححه الألباني.
وقد تكلم على تفسير هذه السورة الإمام ابن القيم رحمه الله، بكلام حسن جدًّا، يراجع في "بدائع الفوائد" (2/699)، وما بعدها.
ومن كلامه: "والمقصودُ الكلام على هاتين السورتين، وبيان عظيم منفعتهما، وشدَّة الحاجة بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحدٌ قط وأن لهما تأثيرًا خاصَّا في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجةَ العبدِ إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظمُ من حاجته إلى النفَس والطعام والشراب واللباس.
فنقول -والله المستعان-: قد اشتملت السورتان على ثلاثةِ أصول، وهي أصول الاستعاذة:
أحدها: نفس الاستعاذة.
والثاني: المستعاذ به.
والثالث: المستعاذ منه.
... فتضمنَت هاتان السورتان الاستعاذةَ من هذه الشرور كلِّها، بأوجز لفظ وأجمعِهِ وأَدَلِّهِ على المراد وأعمَّه استعاذةً، بحيث لم يبقَ شرٌّ من الشُّرور إلا دخلَ تحتَ الشَّر المستعاذ منه فيهما.
وقال: "فإنَّ سورة الفلق تضمَّنت الاستعاذةَ من أمور أربعة: أحدها: شرُّ المخلوقات التي لها شرّ عمومًا. الثاني: شرُّ الغاسق إذا وَقَبَ. الثالث: شَرّ النَّفَّاثَات في العُقَد. الرابع: شرُّ الحاسد إذا حَسَدَ"، وفصل الكلام عن كل ذلك، بعبارة جميلة رائقة.
"بدائع الفوائد" (2/ 699-710)، بتصرف.
ويمكن مطالعة الجوابين: (288659)، (9577).
ثالثًا:
لعل في هذه الرؤيا إرشادا لك إلى الاهتمام بالقرآن الكريم، وتلاوته، وإلى الإحسان في ذلك، ولعلك تصبرين على هذا البلاء، فإن عاقبة الصبر خيرًا.
وننصحك بالمداومة على تلاوة (سورة البقرة)، والتعوذ بالسورتين الكريمتين، الفلق والناس، وعند نومك، وفي الصباح والمساء أيضا: تزيدين معهما سورة الإخلاص.
ثم عليك بالصدقة، ما أمكنك، واستكثري من الأعمال التي لها أثر في الشفاء بحول الله سبحانه وتعالى.
راجع الجواب رقم: (201326).
والله أعلم.
تعليق