الجمعة 29 ربيع الآخر 1446 - 1 نوفمبر 2024
العربية

هل المُحصي من أسماء الله؟

520630

تاريخ النشر : 30-10-2024

المشاهدات : 234

السؤال

هل المُحصي من أسماء الله الصحيحة؟

الجواب

الحمد لله.

المحصي: قال الله تعالى: (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً). (الجن/ من الآية28).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي، رحمه الله: “المُحْصِي: هوَ الذي أحْصَى كل شَيْءٍ بِعِلْمِهِ؛ فَلَا يَفُوته مِنْهَا دقِيْقٌ وَلَا يُعْجِزة جَلِيْلٌ، وَلَا يُشْغِلُهُ شَيْءٌ مِنهَا عَما سِوَاهُ.

أحْصَى حَرَكَاتِ الخَلقِ، وَأنفَاسَهم ومَا عَمِلوه مِنْ حَسَنَةٍ، واجْترَحُوْهُ مِنْ سَيئةٍ. كقَوْلهِ تعالى: (مَا لِهَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادر صَغِيْرَةً وَلَا كَبيْرَة إلا أحْصَاهَا) وَقَالَ عز وجل: (أَحْصَاهُ الله، وَنَسَوْهُ) ” انتهى، من ” شأن الدعاء” (1/ 79).

وقال أبو بكر ابن العربي، رحمه الله: ” العلم إذا تعلق بالمعلومات من حيث كشفها وإيضاحها: فهو علم، وإذا تعلق بها من حيث حصرُها وتعلُّقُ العلم بعددها، من غير تقدير ذُهولٍ؛ فهو عدٌّ، وإحصاء.

فالمتعلَّقان مختلفان، وقد خفي وجه اختلاف متعلقهما على الجميع.

فالمحصي: هو العالم بالعدد”.

ثم قال:

” المنزلة العُليا للرب في هذا الاسم.

وله فيها ثلاثة أحكام:

الأول، وهو المُعَظَّم: أنه يعلم عددَ ما لا نهاية له.

والثاني: أنه لا تشغله الكثرة عن العلم؛ فسقوط الأوراق، وبذر الحبوب، وتبدل الأحوال على الرطب واليابس؛ كل ذلك عنده مُحْصىً، معلوم.

الثالث: أنه عنده مسطور على التفصيل، مكتوب” انتهى، من “الأمد الأقصى” (2/36-37).

ولم يرد (المحصي) بصيغة الاسم في القرآن، أو السنة الصحيحة.

وجاء في طريق الوليد بن مسلم في حديث عدّ الأسماء، عند الترمذي (3507)، وابن حبان (808) والبيهقي في “الأسماء والصفات” (6) وابن منده في “التوحيد” (361)، وهو حديث ضعيف.

وقد عدّه جماعة من العلماء من الأسماء الحسنى، منهم ” 1- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- ابن العربي. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان” انتهى من “معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” للدكتور محمد بن خليفة التميمي، ص244

قال أبو بكر ابن العربي، رحمه الله: ” ورد به القرآن (فعلاً)، ولم يرد به (اسما). قال تعالى: ﵟوَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖﵞ [يس: 12]، وقال: ﵟوَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢاﵞ [الجن: 28] .

وقال في حديث أبي هريرة المفسَّر: (المُحصي).

وأجمعت عليه الأمة”. انتهى، من “الأمد الأقصى” (2/35).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب