الحمد لله.
أولا:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنّ صلاتنا عليه تبلغه.
فعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) النسائي (1282)، وصححه الألباني.
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ) رواه أبو داود (2041)، وجوّد إسناده العراقي في “تخريج الإحياء” (2 / 764)، وحسنه الشيخ الألباني في “صحيح أبي داود” (1779).
وما صح عنه صلى الله عليه وسلم: وجب علينا تصديقه، والإيمان به؛ سواء علمنا الكيفية التي يحصل بها الامر، أم لم نعلم.
ثانياً:
أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا ندرك حقيقتها، أو كيفيتها؛ فنحن نؤمن بها كما جاءت، من غير استفصال عن كيفيتها.
قال ابن حجر رحمه الله:
” ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة يرفعه (ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام) ورواته ثقات …
وقد استُشكِل ذلك من جهة أخرى، وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك، لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض، ممن لا يُحصى كثرة؟
وأجيب: بأن أمور الآخرة لا تُدْرَكُ بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة. والله أعلم» “فتح الباري لابن حجر” (6/ 488).
وفي أحوال الدنيا المعاصرة ما يقرب الصورة، فإن الإنسان بوسائل الاتصال يرسل الرسالة فتصل ملايين البشر. فكون النبي صلى الله عليه وسلم يرد على ملايين البشر ليس ذلك بكبير على قدرة الله.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (130214)، ورقم: (34561).
والله أعلم
تعليق