الحمد لله.
لا شك أن ما تفعله بعض البلدان من منع المرأة المسلمة من التمسك بحجابها ، يعدُّ أمراً منكراً وجريمة عظيمة ، وهي إن صدرت من دول كافرة فليس بعد الكفر ذنب ، ولكن المصيبة أن تصدر مثل هذه الأوامر من أناس ينتسبون للإسلام ، ومثله في الجُرم والقبح ما تفرضه بعض الأنظمة من إجبار المرأة على التصوير من غير حجاب للوثائق الرسمية كالجواز والهوية ، وفي الوقت الذي نجد الدول الكافرة تجيز للمرأة أن تقدِّم لوثائقها صورة بحجابها نرى بعض الدول التي تنتسب للإسلام ترفض هذا وتشدِّد فيه ، وما تحاول بعض الدول والمدن الكافرة من فعله – الآن – من منع المرأة المسلمة من تقديم صورتها بحجابها يأتي – من حيث الجرم - بالدرجة الثانية بعد تلك الدول والأنظمة المنتسبة للإسلام .
وفي 26 / 4 / 2004 نقلت المصادر الإخبارية أن القضاء الألماني أجاز للنساء المسلمات أن يقدمن صورة شمسية يظهرن فيها محجبات لاستصدار جواز سفر .
وقد أبطلت " المحكمة العليا الروسية " تعليمات وزارة الداخلية التي توجب على المواطنين الروس التصوير بدون غطاء الرأس ، وحددت " المحكمة العليا " بأن " المواطنات اللواتي لا تسمح معتقداتهن الدينية بالظهور أمام الغرباء بدون غطاء الرأس يمكن أن يضعن على جواز السفر صورة بغطاء الرأس " .
فانظر إلى بعض محاكم دول الكفر كيف تقف مع الحق الشرعي للنساء المسلمات ، بينما تحارب هذا الحق تلك الدول التي تنتسب للإسلام .
وعلى كل حال : لا يجوز للمرأة أن تطيع أحداً يأمرها بمعصية الله تعالى ، لا في خلع الحجاب في الشارع ولا في الصورة ، ولا يجوز للمرأة فعل ذلك إلا إن وصل الأمر لحدِّ الضرورة كالإكراه بالقوة ، أو أن تكون تلك الوثائق محتَّمة الصدور لضرورات الحياة .
ولا يجوز أن تكون المخالفة في هذا الأمر إلا أن يكون الضرر يقينيّاً أو بغلبة الظن ، فلا يجوز أن يكون من أجل سفر غير ضروري ، بل ينبغي أن يكون ذلك من أجل ضرورة تحتم إصدار الوثيقة كإثبات الإقامة أو إثبات الشخصية .
ومن اضطرت لهذه الصورة فلا تجعل أجنبيّاً يصورها ، بل إما أن يكون محرَماً لها أو تكون امرأة مثلها ، إلا أن لا تجد فتكون معذورة ، ولا يجوز لها أن تتجاوز في كشف الرأس ، فبعض الدول والأنظمة تكتفي بصورة فيها إظهار الأذنين أو مقدمة الرأس ، وعليه : فلا تتجاوز هذا إلى غيره .
ونسأل الله تعالى أن يفرِّج عن المسلمين ، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وأن يعينهم ويثبتهم على طاعته .
ونرجو النظر في جواب السؤال رقم : ( 45672 ) للأهمية .
والله أعلم .
تعليق