الحمد لله.
الله سبحانه هو الذي يقدم ما يجب تقديمه من شيء حكماً وفعلاً على ما أحب وكيف أحب ، وما قدمه فهو مقدم ، وما أخره فهو مؤخر ، وهو الذي يؤخر ما يجب تأخيره ، والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالى ، وإن خفي علينا وجه الحكمة والصلاح فيه .
وهو سبحانه المنزل الأشياء منازلها يقدم ما شاء منها ، ويؤخر ما شاء ، قدم المقادير قبل خلق الخلق ، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده ، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات ، وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين ، وأخر من شاء عن مراتبهم ، وأخر الشيء عن حين توقعه ، لعلمه بما في عواقبه الحكمة ، فلا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم .
والتقديم يشمل :
التقديم الكوني : كتقديم بعض المخلوقات على بعض ، وتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها .
والتقديم الشرعي : كتفضيل بعض الأنبياء على بعض ، وتفضيلهم جميعاً على الخلق ، وتفضيل بعض العباد على بعض ، وكل ما سبق تبع لحكمته سبحانه .
قال ابن القيم :
وهو المقدم والمؤخر ذانك الـو ******* صفان للأفعال تابعان
وهما صفات الذات أيضاً إذ هما ******* بالذات لا بالغير قائمتان