الحمد لله.
وهذا أمر يكون في آخر الزمان
، وأخبار آخر الزمان من الغيب الذي يطلع الله رسله على ما شاء منه ، وقد أخبرنا
رسولنا صلى الله عليه وسلم ببعض ما يكون فيه من الملاحم والفتن ، وهذا منها ،
والواجب علينا الإيمان به ، وبما جاء فيه ، دون إفراط في فهمه ، وشطط في تأويله ،
فنقر به على وجهه ، ولا نُعمل عقولنا واجتهاداتنا وتصوراتنا إلى حد الشطط .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ
وَرَائِكُمْ ) :
قال السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجة (2/ 520):
" أَيْ: عَدُوًّا آخَرَ بِالْمُشَارَكَةِ وَالِاجْتِمَاعِ ، بِسَبَبِ الصُّلْحِ
الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ، أَوْ أَنْتُمْ تَغْزُونَ عَدُوَّكُمْ وَهُمْ
يَغْزُونَ عَدُوَّهُمْ بِالِانْفِرَادِ " انتهى .
ولم يبين النبي صلى الله
عليه وسلم من هم هؤلاء العدو ، وإنما قال ( عدوا من ورائكم ) هكذا بالتنكير ، وما
جاء منكّرا فإنه يبقى على حاله من التنكير حتى يأتي تأويله .
والقول بأن هذا العدو هو " أمريكا " قول لا دليل عليه ، ولم يقله أحد من أهل العلم
، ممن شهد أمريكا ، أصلا ، فلا تعويل عليه .
لكن يكفي أن نعرف أن "أمريكا" : من جملة الروم ، كما أن أوروبا كذلك ؛ لكن من
المقصود بالحديث ، ومن سيكون منهم في آخر الزمان ، في وقت الملحمة ؟
هذا أمر لم يبين لنا ، ولا علم عند الناس به ، ومن العلم : أن يقول الرجل لما لا
يعلم ؛ لا أعلم .
وينظر للفائدة جواب السؤال
رقم : (128682) .
والله تعالى أعلم .