الحمد لله.
أولاً:
هذه المشكلة من أغرب المشكلات التي وصلتنا ! ولا ندري ما الذي جعلك تقدِّم الطول على الدين ، والخلق ، وحسن العشرة ، وحسن التدبير ، وجودة الطبخ من زوجتك الفاضلة ، وهي نعم تستحق الشكر ، ألا تخشى أن يبتليك الله تعالى فتطلق هذه المرأة الفاضلة فتتزوج بامرأة طويلة لا تتصف بأي صفة من صفات زوجتك هذه فتندم أشد الندم .
واعلم أن الله تعالى قد أوجب عليك عشرة زوجتك بالمعروف ، وإمساكها بإحسان ، فلا يحل لك ما تفعله بها ، ولا يجوز لك اختراع مشكلات لتتحرش بها فتضايقها أو تهينها بالقول أو الفعل ، فإما إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان .
ثانياً:
عليك أن تتأمل هذا الحديث :
1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ رواه مسلم (1467) .
ولم يقل : " خير متاعها المرأة الطويلة " !
قال المناوي رحمه الله :
"قال القاضي : المرأة الصالحة أنفع من الذهب ؛ فإن الذهب لا ينفع إلا بعد الذهاب ، وهي ما دامت معك رفيقتك ، تنظر إليها تسرك ، وتقضي إليها عند الحاجة وطرك ، وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ سرك ، وتستمد منها في حوائجك فتطع أمرك ، وإذا غبتَ تحامي مالك ، وترعى عيالك ، ولو لم يكن إلا أنها تحفظ بَذرك ، وتربي زرعك : لكفى به فضلاً" انتهى.
" فيض القدير " ( 1 / 465 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"فقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع ) يعني : شيء يُتمتع به ، كما يَتمتع المسافر بزاده ، ثم ينتهي .
( وخير متاعها المرأة الصالحة ) إذا وفق الإنسان لامرأة صالحة في دينها ، وعقلها : فهذا خيرُ متاع الدنيا ؛ لأنها تحفظه في سره ، وماله ، وولده ، وإذا كانت صالحة في العقل أيضاً : فإنها تدبر له التدبير الحسن في بيته ، وفي تربية أولادها ، إنْ نظر إليها : سرَّته ، وإن غاب عنها : حفظته ، وإن وَكل إليها أمرَه : لم تخنه ، فهذه المرأة هي خير متاع الدنيا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، وجمالها ، ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) يعني : عليك بها ؛ فإنها خير من يتزوجه الإنسان ، فذات الدين وإن كانت غير جميلة الصورة : لكن يجمِّلها خلُقها ، ودِينُها .
( فاظفر بذات الدين تربت يداك )" انتهى.
" شرح رياض الصالحين " ( 2 / 127 ، 128 ) طبعة ابن الهيثم .
ثالثاًً:
انظر كيف أثَّر مرضك هذا على نفسك ودينك وعملك، وكيف قادك إلى النظر المحرَّم إلى النساء الأجنبيات ، ولم تكتف بذلك حتى دخلتَ مواقع فاسدة فاجرة لتقضي نهمتك، ثم رحت تتخيل تلك الفاجرات أثناء جماعك لزوجتك العفيفة الطاهرة .
والذي يظهر أن ما تشعر به هو من تلاعب الشيطان بك ، يريد أن يوقع كره امرأتك في قلبك ليفرق بينكما ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولا تطعه فيما يوسوس به لك .
واحذر عقوبة الله ، واحذر من سخطه ، واحذر من أن تفقد زوجتك العفيفة الطاهرة بسبب أفعالك ومعاصيك ، واعلم أن الجمال جمال الدين والخلق ، ولا تجعل نفسك ألعوبة بيد الشيطان ، واقطع النظر إلى النساء في الشارع ، وفي وسائل الإعلام ، و في المواقع الفاجرة .
ونسأل الله أن يُطهِّر قلبك ، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأفعال ، وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .
والله أعلم
تعليق