الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

ما صحة حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)؟

السؤال

أود أن أعرف هل من السنة قول دعاء معين أول ليلة من شهر رجب. و الدعاء كالآتي: 

"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان و بلغنا رمضان." أسأل الله سبحانه أن يثبتنا على العمل بالسنة الثابتة.

 

ملخص الجواب

حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) ضعيف لا يصح. ولم يصح كذلك في فضل شهر رجب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما سؤال المسلم ربه أن يبلغه رمضان فلا بأس به.

الحمد لله.

لم يرد في فضل شهر رجب حديث صحيح

لا يصح في فضل شهر رجب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، راجع جواب الأسئلة التالية:

قال ابن عثيمين رحمه الله:
" لم يرد في
فضل رجب حديثٌ صحيح، ولا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر الحرم فقط، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا شيء، هو كغيره من الشهور " انتهى ملخصا. "لقاء الباب المفتوح" (174/ 26) بترقيم الشاملة

درجة حديث "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"

روى عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (2346) والطبراني في "الأوسط" (3939) والبيهقي في "الشعب" (3534) وأبو نعيم في "الحلية" (6/269) من طريق زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ قَالَ: نا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ
وهذا إسناد ضعيف، زياد النميري ضعيف، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج به. "ميزان الاعتدال" (2/ 91)
وزائدة بن أبي الرقاد: أشد ضعفا منه، قال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس، أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال في الكنى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي مناكير عن مشاهير لا يحتج بخبره، ولا يكتب إلا للاعتبار. وقال ابن عدي: يروي عنه المقدمي وغيره أحاديث إفرادات، وفي بعض أحاديثه ما ينكر. "تهذيب التهذيب" (3/ 305-306)
والحديث ضعفه النووي في "الأذكار" (ص189)، وابن رجب في "لطائف المعارف" (ص121) وكذا ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4395)، وقال الهيثمي:
" رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَجَهَّلَهُ جَمَاعَةٌ ". "مجمع الزوائد" (2/ 165).

ثم إن الحديث - مع ضعفه - ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب، إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه، وهذا يصح في رجب وقبل رجب أيضا.

هل يجوز للمسلم أن يدعو ربه أن يبلغه رمضان؟

أما سؤال المسلم ربه أن يبلغه رمضان فلا بأس به. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
"قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: ال
لهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني، متقبلا." انتهى من "لطائف المعارف" (ص 148)

وقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله: ما صحة حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)؟

فأجاب:
" هذا حديث لا يثبت، لكن إن دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر، أي بأن يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به ". انتهى من موقع الشيخ.

والله تعالى أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب