الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وبين خلود المشركين في النار

21683

تاريخ النشر : 09-07-2002

المشاهدات : 75948

السؤال

كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " ، وبين خلود المشركين والمنافقين في النار مع أنهم يقولون " لا إله إلا الله " ؟.

الجواب

الحمد لله.

قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله - :

الحديث يدل على أن القائل : " لا إله إلا الله " مؤمنٌ حقاً ؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي أو بعض الكبائر من السرقة وغيرها .

وطريق أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن وإن فعل الكبيرة مآله الجنة ، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، ودليل ذلك قوله تعالى : إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فصار جميع فاعلي المعاصي - وإن عظمت – إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة فمآل فاعلها إلى الجنة ، لكن قد يُعذب بما فعل من ذنب ، وقد يغفر الله له ، والأمر راجع إلى الله ، أما المنافقون وأهل البدع المكفرة التي تكفرهم بدعهم فإنهم حقيقةً لم يقولوا لا إله إلا الله بقلوبهم ؛ لأن هذا النفاق الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص ، وقول لا إله إلا الله لا بد فيه من الإخلاص .

أما أن يقول : لا إله إلا الله وهو يعتقد أنه ليس هناك رب ولا إله ، أو يعتقد أن مع الله إلهاً آخر يدبر الكون ، أو يعتقد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك من البدع المكفرة ، فهؤلاء لم يُخلصوا في قول : لا إله إلا لله ، فكانت بدعهم هذه تنافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " من شهد ألا إله إلا الله أو من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

فلا بد من الإخلاص في الشهادتين ، واستمع إلى قول الله تبارك وتعالى في المنافقين : يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ، وفي نفس الآيات يقول : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ، ويقول عنهم : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ، هذه شهادة باللسان : والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ، أي كاذبون في قولهم : " نشهد إنك لرسول الله " فهم يذكرون الله ويشهدون بالرسالة لرسوله لكن قلوبهم خالية مما تنطق به ألسنتهم . انتهى .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: المرجع لقاء الباب المفتوح رقم 45