الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

من هم المهاجرون والأنصار؟

218999

تاريخ النشر : 19-07-2014

المشاهدات : 262954

السؤال

هل من الممكن أن تعرفونا على آثار ، وتعطونا نبذة عن الأنصار ، والمهاجرين ، وأسماء بعض الصحابة الكرام الذين انتسبوا إليهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :
المهاجرون والأنصار هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاميذه ، وهم أفضل هذه الأمة ، بل أفضل البشر عموماً بعد الأنبياء والرسل .
امتلأت قلوبهم بمحبة الله تعالى وتعظيمه والخوف منه ، والإيمان به ، وأحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسهم ، كانوا صادقين في ذلك أعلى درجات الصدق ، فبذلوا أنفسهم وأموالهم وكل ما يملكون من أجل نصرة هذا الدين والدفاع عنه ونشره وهداية الخلق به ,
لم يوجد ولن يوجد في البشر من هم أكمل منهم إيمانا ولا أحسن عبادة وأخلاقا .
استحقوا أن يثني الله عليهم في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وأن يثني عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة .
حتى جعل الرسول صلى الله عليه وسلم محبتهم من الإيمان ، وجعل بغضهم من النفاق ، لأن من نظر في سيرتهم وإيمانهم وأخلاقهم وتفانيهم في نصرة هذا الدين فلا بد أن يحبهم إن كان مؤمنا محبا لهذا الدين ، فإن أبغضهم كان منافقا كارها لهذا الدين ولنشره والتمسك به .
أما المهاجرون فهم الذي أسلموا قبل فتح مكة وهاجروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة واستوطنوها ، وتركوا بلادهم وأموالهم وأهليهم ، رغبة فيما عند الله ، وابتغاء مرضاته ، ونصرة لهذا الدين .
وأما الأنصار فهم أهل المدينة النبوية الذي استقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين ، وآووهم في المدينة وقاسموهم أموالهم ولم يبخلوا عليهم بشيء ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم .
من الآيات التي أثنى الله فيها على المهاجرين : قول تعالى : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) الحشر/8 .
وهذه شهادة من الله عز وجل لهم بطهارة قلوبهم ، وأنهم ما خرجوا من ديارهم وأموالهم من أجل دنيا يصيبونها ، وإنما خرجوا طلبا فيما عند الله ، ونصرة لدينه ، وكانوا صادقين في إيمانهم وأعمالهم وأقوالهم .
ثم أثنى الله تعالى على الأنصار فقال : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر/ 9.
أي : الذين سكونا المدينة النبوية قبل المهاجرين ، وآمنوا قبل كثير من المهاجرين ، فهؤلاء الأنصار أحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين محبة صادقة : ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) ولم يحسدوا المهاجرين على ما أعطاهم الله عز وجل من الفضل والشرف ، [ لأن المهاجرين أفضل من الأنصار ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ) رواه البخاري (4330) ] .
وهؤلاء الأنصار كانوا كرماء مع المهاجرين ، أعطوهم أموالهم رغم حاجتهم إليها ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) ثم شهد الله تعالى لهم بالفلاح جزاء لهم على هذه الأعمال الجليلة .
وقال الله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/ 100 .
فأخبرنا الله تعالى أنه رضي عن المهاجرين والأنصار ، وأخبرنا أنهم من أهل الجنة ، وأن الجنة قد أعدت لهم .
وأما أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيكفي منها قوله صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رواه البخاري (2652) ، ومسلم (2533) .
وعدد الصحابة رضي الله عنهم تجاوز المائة ألف ، عرفنا منهم عدة آلاف ، واشتهر منهم عدة مئات .
أفضلهم : أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب ، ثم الزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم أجمعين ، وهؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة ، وكلهم من المهاجرين .
أما الأنصار فمن أفضلهم : سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، وأبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأسيد بن حضير ، والبراء بن معرور ، وأسعد بن زرارة ، وأنس بن النضر ، وأنس بن مالك ، وحسان بن ثابت ، وعبد الله بن عمرو بن حرام وابنه جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهم أجمعين .
وانظر السؤال رقم : (83121) لمعرفة فضل الصحابة رضي الله عنهم .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب