الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

القرآن الكريم لم ينزل ليبين للناس حقيقة عالم الفضاء

السؤال

يقول العلم : إن هناك مخلوقات فضائية ، بل ويشير إلى أن هناك أطباقاً طائرة أيضا ، وأقول : ربما هناك مخلوقات فضائية ، لكنني أريد أولاً معرفة رأي الشرع في هذه المسألة ؟

ملخص الجواب

أن القرآن الكريم والسنة الصحيحة لم يأتيا بعلم المخلوقات الفضائية ، وإنما هي آراء واجتهادات في فهم النصوص ، خاضعة للتصويب أو التخطئة ، ولا تنسب للدين . والله أعلم .

الجواب

الحمد لله.

لم يأت الشرع لبيان العلوم الكونية والاكتشافات الفضائية ، كما لم يأت بتفصيل المخلوقات البرية أو المائية أو الفضائية ، أو تبيين العلوم الطبيعية بأي من فروعها وأبوابها ، وإنما جاء الشرع برسالة الهداية لخير الأخلاق والأعمال والأحوال ، وبنور الدلالة إلى الله سبحانه وتعالى ، للتعرف على أسمائه وصفاته ومراده من خلقه وأمره وشرعه ، لتحصيل السعادة الحقيقية لهذا الإنسان الضعيف ، بأقوم حياة في الدنيا ، وأسعد دار في الآخرة ، التي دعا الله عباده إليها ، وأنزل كتبه ، وأرسل رسله للدلالة عليها ، يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا . وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ) الأحزاب/45-47.
ويقول سبحانه : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) الفتح/8-9.
ويقول تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الإسراء/82.
وقد سبق تقرير هذا بتوسع في موقعنا ، في الفتوى رقم : (211860) .
ولهذا فليس من محكم العلم ولا من الحكمة الجزم بنسبة مقولة خاصة للشريعة الإسلامية في شأن المخلوقات الفضائية ، أو الحياة على الكواكب والمجرات الأخرى ، سواء بالنفي أو بالإثبات ، وغاية ما يمكن أن يبذله الناظر هو الاجتهاد برأيه مستأنسا بإشارة بعض النصوص ، بعيدا عن لغة القطع والجزم ، وبعيدا عن التنطع في لي أعناق النصوص لموافقة ما في نفسه في هذا الشأن ، فتلك ممارسات ليست من المنهجية في شيء ، ولا تؤدي في آخر المطاف إلا إلى الاضطراب في الطرح ، والتناقض في التأصيل .
وما نؤمن به يقينا أن خلق الله عز وجل أعظم من أن نحيط به ، وأكبر من أن تحده أوهامنا وعقولنا ، كما قال سبحانه وتعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ) الإسراء/99 .
وقال عز وجل : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، ويقول جل وعلا : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) الشورى/49.
وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الفتوى رقم : (129972) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب