الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

هل ( النور ) من الأسماء الحسنى ؟

السؤال

هل النور من أسماء الله الحسنى ، ما حكم التسمي ب ( عبدالنور ) ؟

الجواب

الحمد لله.

اختلف العلماء في اسم (النور) : هل هو من الأسماء الحسنى ؟
القول الأول :
أنه من الأسماء الحسنى ، لقوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) النور/ 35 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ نُورًا ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ نُورًا ، وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُورًا ، وَدِينَهُ نُورًا ، وَاحْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ بِالنُّورِ ، وَجَعَلَ دَارَ أَوْلِيَائِهِ نُورًا تَتَلَأْلَأُ " .
انتهى من "اجتماع الجيوش الإسلامية" (2/ 44) .
وقال أيضا في "النونية" (ص212) :
والنور من أسمائه أيضا ومن ** أوصافه سبحان ذي البرهانِ
وذكر ابن خزيمة رحمه الله أيضا أن اسم (النور) من أسماء الله الحسنى ، كما تقدم في الفتوى رقم : (149122) .
القول الثاني :
أنه ليس من الأسماء الحسنى .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز إطلاق اسم (عبد النور) على واحد من الناس؟
فأجابوا :
" أسماء الله تعالى توقيفية ، ولم يثبت أن (النور) من أسمائه تعالى ، وبناء على ذلك فلا يصح تعبيد الاسم له فلا يقال: (عبد النور) " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله الغديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/ 510) المجموعة الثانية .


وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" النور جاء مضافاً، فلا يُسمَّى ( عبد النور )، ولم يأتِ اسمٌ لله تعالى النور " انتهى .

 وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : هل اسم النور من أسماء الله الحسنى؟
فأجاب :
" ما أذكر أنه ورد في شيء من الأحاديث الصحيحة إطلاق اسم النور اسماً لله ، اللهم إلا في الرواية التي يضعّفها أهل العلم بالحديث في سرد الأسماء الحسنى .
وابن القيم كأنه يقرر هذا ويثبت اسم (النور) لكن لم يذكر له دليلاً، فالذي ورد في القرآن وفي السنة (نور السماوات والأرض) فإذا قيل: إن من أسماء الله (نور السماوات والأرض) فنعم ، أما نور فقط (الله نورٌ) ! " انتهى نقلا عن ملتقى أهل الحديث .


وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :
" النور صفة من صفات الله ، كما يليق بجلال الله وعظمته ، لكنه ورد مضافا إلى الله : (نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ولم يرد مستقلا، فلا يقال: إن من أسماء الله النور بإطلاق ؛ لأنه لم يرد " انتهى .

وذكره الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله من الأسماء المحرمة الممنوعة (عبد النور)، لأن فيها التعبيد لغير الله . انتهى من " معجم المناهي اللفظية " (ص282) .


وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " لا أعلم أن (النور) من أسماء الله عز وجل في حديث صحيح " انتهى .

وبناء على هذا ، فلا ينبغي التسمية بـ(عبد النور) لأنه على الأقل من الأمور المشتبهة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) .
وأما من كان قد تسمى به قبل ذلك ، فلا يظهر لنا لزوم تغييره ؛ لأن القصد به : التعبيد لله ، وعد "النور" من أسماء الله ، له وجه قوي معتبر ، وقال به جماعات من أهل العلم .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب