الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

دعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه

242032

تاريخ النشر : 09-04-2016

المشاهدات : 501933

السؤال

هل يمكنكم سرد صيغ دعاء الاستفتاح الصحيحة كلها التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام ، مع ذكر الأدلة ، وذكر متى تقال ، وفي أي الصلوات تقال : في قيام الليل ، أم في المكتوبة ، أم غيرها ؟

ملخص الجواب

ثبت في دعاء الاستفتاح عن النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ متعددة وانظر تفصيلها في الجواب

الحمد لله.

أولاً : دعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح ألفاظ متعددة ، ومن تلك الألفاظ :
1. ما رواه البخاري (744) ، ومسلم (598) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ :  أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ  .

2. وروى أبوداود (776) ، والترمذي (243) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ  ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في " فتاوى نور على الدرب " (8/182) :
" أما في الفريضة ، فالأفضل : ( سبحانك اللهم وبحمدك .... إلخ ) ، أو : (اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... إلخ ) هذا المحفوظ عنه في صلاة الفريضة عليه الصلاة والسلام " انتهى .

3. ووروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال :  وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ  .

قال ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " (1/196) :
" الْمَحْفُوظَ أَنَّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ ، إِنَّمَا كَانَ يَقُولُهُ – عليه الصلاة والسلام - فِي قِيَامِ اللَّيْلِ " انتهى.

4. وروى مسلم (770) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .

5. وروى البخاري (7499) ، ومسلم (1758) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال :  اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ  .

6. وروى مسلم (600) ، والنسائي (901) عن أنس رضي الله عنه : " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ، فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، قَالَ : ( أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ؟ ) ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ – يعني : سكتوا - ، فَقَالَ : ( أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ) ، فَقَالَ رَجُلٌ : جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا ، فَقَالَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ) ".

7. وروى مسلم (601) عن ابن عمر رضي الله عنه قال : " بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ ) قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ : أَنَا ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ :  عَجِبْتُ لَهَا ، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ  . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " .

8. وروى النسائي (1617) عن عاصم بن حُمَيْد ، قال : " سألت عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟
قالت : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن النسائي " .

ثانياً : صيغ دعاء الاستفتاح هل تشمل الفريضة والنافلة

الصيغ التي سبق ذكرها في الأحاديث ، منها ما جاء عاماً من غير تقييد بصلاة الليل ، فهذه تقال في الفريضة والنافلة ، وأما ما جاء من الاستفتاحات فيه التنصيص على صلاة الليل – وهو الغالب في الأدعية الطويلة - ، فالسنة والأفضل أن يأتي بها الشخص في قيام الليل .

وللاستزادة فيما يتعلق بدعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه ، وبيان ما يقال منه في الفريضة أو النافلة ، ينظر كتاب " زاد المعاد " لابن القيم رحمه الله (1/195-199) ، و " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " للشيخ الألباني رحمه الله (ص/91-94) .

وسبق في جواب السؤال رقم : (225452) أن المصلي يقتصر على دعاء واحد من أدعية الاستفتاح ، ولا يجمع بين عدة أدعية في صلاة واحدة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب