الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

ما حكم العمل في مجال كتابة القصص الموجهة للمراهقين؟

السؤال

سأعمل تحت إشراف شخص غير مسلم ككاتب، أكتب قصصا للأطفال في سنّ المراهقة المبكّرة، أعطوني بعض الإرشادات التي ينبغي أن أضعها في الاعتبار أثناء الكتابة، سأبذل قصارى جهدي للتأكّد من أنها لا تحتوي على أشياء محرّمة، مع ذلك سيكون الجمهور إلى حدّ كبير من غير المسلمين، أحد اهتماماتي هو أنّ هذه القصص سيتمّ توضيحها، أي توضع فيها صور، في وقت لاحق، ليس من قِبَلي أو أيّ شخص أعرفه، فهل هذا يجعل كتابتها محرّمة عليّ؟ ومن المحتمل أن يحصلوا على كاتب آخر ويستمرون إذا لم أفعل.

الحمد لله.

حكم كتابة القصص

كتابة الكتب والقصص هي من الأمور المباحة باعتبار الأصل.

وقد سبق في الموقع بيان الأقوال في حكم كتابة الروايات الخيالية، وترجيح الجواز إذا كانت القصة هادفة تدعو إلى الخير والصلاح.

ولكن لا يمكن إعطاء جميع الكتب حكما واحدا، فهناك الكتب المفيدة، وهناك الكتب الضارة على أخلاقيات أو دين القارئ واعتقاده.

فبناء على هذا؛ فإن ما تكتبه لا يعامل معاملة واحدة، بل عليك أن تنظر في كل كتاب ستكتبه، وكل فكرة تطرحها على حدة، فتحرص على ألا يكون فيه باطل، فقد أمرنا باجتنابه، حيث قال الله تعالى: ( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) الحج/30.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

"أمر في هذه الآية الكريمة باجتناب قول الزور، وهو الكذب والباطل... وكل قول مائل عن الحق فهو زور، لأن أصل المادة التي هي الزور من الازورار بمعنى الميل، والاعوجاج " انتهى من"أضواء البيان"(5 / 750).

من ضوابط كتابة القصص والروايات

فلا يجوز أن تكتب ما يروج للاعتقادات الباطلة، ولا ما يدعو إلى فساد الأخلاق والانحلال.

فإذا حرصت على كتابة المباح أو ما يدعو إلى الخير، فما سيلحقه القائمون على المشروع من رسوم توضيحية؛ فلا تزر وازرة وزر أخرى فإثم ذلك عليهم، ما دمت لم ترض بها ولم تشارك في وضعها.

على أنك ذكرت أن هذه الكتب هي للأطفال، فإذا كان الأمر كذلك فقد رخص الشرع في الرسم والصور إذا كانت للأطفال.

طالع جواب السؤال رقم: (315944).

فالحاصل؛ أنه لا بأس بعملك هذا، ما دام ما تكتبه سليما من الأفكار الفاسدة المفسدة. ويقوى جانب المشروعية فيه إذا لم يقف عند حد "اللهو المباح"، حتى استخدم هذه الوسيلة للبناء الهادف والمقاصد النبيلة، من غرس عقيدة صحيحة، أو خلق فاضل في نفوس الناشئة.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب