الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

عدد الملائكة مع كل شخص

السؤال

ما عدد الملائكة الذين يكونون مع المسلم وما وظيفتهم ؟.

الجواب

الحمد لله.

الملائكة الكرام يصحبون بني آدم من يوم تكوينهم في بطون أمهاتهم حتى نزع أرواحهم من أجسادهم يوم موتهم ، وهم أيضاً يصحبونهم في قبورهم وفي الآخرة .

ـ أما صحبتهم له في الدنيا فتكون كما يلي :

أولا : يقومون عليه عند خلقه .

عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وكَّل الله بالرحم ملَكاً ، فيقول : أي رب نطفة ؟ أي رب علقة ؟ أي رب مضغة ؟ فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : أي رب ذكر أم أنثى ؟ أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه .

رواه البخاري ( 6595 )  ومسلم ( 2646 ) واللفظ للبخاري .

ثانيا : حراستهم لابن آدم .

قال تعالى : سوآءٌ منكم مَن أسرَّ القول ومَن جهر به ومَن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار . له معقِّبات مِن بين يديه ومِن خلفه يحفظونه من أمر الله [ الرعد/10-11] .

وقد بين ترجمان القرآن ابن عباس أن المعقبات مِن الله هم الملائكة جعلهم الله ليحفظوا الإنسان من أمامه ومن ورائه ، فإذا جاء قدر الله - الذي قدّر عليه أن يقع به من حادث ومصاب ونحوه - تخلوا عنه .

وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملَك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منها شيء يأتيه إلا قال له الملك : وراءك ، إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه .

وقال رجل لعلي بن أبي طالب : إن نفرا من مراد يريدون قتلك ، فقال -  أي : علي - : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يُقدَّر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، إن الأجل جُنَّة حصينة .

والمعقبات المذكورة في آية الرعد هي المرادة بالآية الأخرى : وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون .

فالحفظة الذي يرسلهم الله يحفظون العبد حتى يأتي أجله المقدر له .

ثالثا : الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيئات .

ما من أحد من الناس إلا وله ملكان يكتبان أعماله من الخير والشر من صغير أو كبير ، قال تعالى : وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين ، يعلمون ما تفعلون [ الانفطار/10 -12] .

وقال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق/16-18]

ويكتب صاحب اليمين الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات .

عن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتبت واحدة .

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 158 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 2 / 212 ) .

وإذا علمنا هذا تبين أن عدد الذين يصحبون ابن آدم بعد ولادته : أربعة ملائكة .

قال ابن كثير رحمه الله :

وقوله : له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله أي : للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل وحرس بالنهار ، يحفظونه من الأسواء والحادثات ، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر ملائكة بالليل وملائكة بالنهار .

فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات .

وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه ، واحد من ورائه وآخر من قدامه .

فهو بين أربعة أملاك بالنهار وأربعة آخرين بالليل . " تفسير ابن كثير " ( 2 / 504 ) .

والله أعلم

وللمزيد يراجع السؤال رقم 843.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد