الحمد لله.
قبل الإجابة عن السؤال : ينبغي أن نعلم أن ترجمة معاني القرآن الكريم لأي لغة من اللغات ؛ هي في حقيقة الأمر مجرد فهم المترجم لمعاني آيات القرآن الكريم ، وتفسير خاص به للقرآن الكريم ؛ فليس لها ـ إذاً ـ حكم القرآن الكريم ولا مكانته ، ولا هي حكم على كتاب الله ، ولا يصح أن نجعلها مصدراً للاستدلال ، لكن إذا كان المترجم معدوداً من علماء المسلمين فترجمته : هي كقول غيره من أهل العلم واجتهادهم في فهم النص الشرعي .
لكن قد وجد ، مع الأسف ، أن بعض الناس قد يعطون هذه الترجمات قيمة تشبه قيمة القرآن نفسه ، وكأن الترجمة واجتهاد المفسر والمترجم : هي النص نفسه ، وهذا خطأ كبير ، وحمل على كتاب الله ما ليس منه ، ويشجع على ذلك الخطأ ما نجده في بعض البلدان من يقيم مسابقات في حفظ أجزاء من الترجمة التي عندهم ، ومثل هذه التصرفات خطرة على دين المسلمين وعلى فهمهم لدينهم .
أما الجواب عما ذكر في السؤال ، فيقال:
أولاً :
لم يرد في القرآن الكريم وصف ( أزواج ) بـ ( مطهرون ) كما جاء في السؤال ، وإنما وصف الله تعالى ( أزواج ) بـ ( مُطَهَّرَة ) .
قال الله تعالى : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة /25 .
وقال تعالى : ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران / 15 .
وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ) النساء / 57 .
وكلمة ( أزواج ) هي جمع لكلمة زوج ، و" زوج " لفظ مشترك يطلق على الرجل والمرأة ، والمقصود بهذه الكلمة في الآية : النساء .
قال ابو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ) : " وأريد هنا بالأزواج : القرناء من النساء اللاتي تختص بالرجل ، لا يشركه فيها غيره " .
انتهى من " تفسير البحر المحيط " (1/260) .
وقال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " والأزواج جمع زوج ، وهي امرأة الرجل ، يقال: فلانة زوج فلان ، وزوجته .
وأما قوله : ( مُّطَهَّرَةٌ ) : فإن تأويله أنهن طُهِّرن من كل أذى وقذى وريبة ، مما يكون في نساء أهل الدنيا ، من الحيض والنفاس والغائط والبول والمخاط والبصاق والمني ، وما أشبه ذلك من الأذى والأدناس والريب والمكاره " انتهى من " تفسير الطبري " (1/419) .
وهذا التفسير هو الذي عليه جميع المفسرين .
قال الماوردي رحمه الله تعالى في تفسيره : " قوله عز وجل : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ) في الأبدان ، والأخلاق ، والأفعال ، فلا يَحِضْنَ ، ولا يلدن ، ولا يذهبن إلى غائط ولا بول ، وهذا قول جميع أهل التفسير " انتهى من " النكت والعيون " (1/87) .
فإن قيل فلم كان لفظ أزواج ، ولم يكن لفظ زوجات ؟
فالجواب عن ذلك ما ذكره الشيخ محي الدين شيخ زاده رحمه الله تعالى :
" وكان الظاهر أن يقال : ولهم فيها زوجات مطهرة ؛ لأن المراد بالأزواج ههنا نساء الدنيا وحور الجنة جميعاً ، قال تعالى : ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ، عُرُبًا أَتْرَابًا ) ، وقال : ( وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ) ؛ فَلِمَ قيل : أزواج ؟ !
وتقدير الجواب أنه قيل : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ) وهو جمع زوج ، ولم يقل : زوجات ؛ بناء على أن الزوج : كما يقال للذكر ، كما في قوله ( فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ) ؛ يقال أيضاً للأنثى ، كما في قوله ( اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ـ
ويقال : زوج الرجل : امرأته ، ولا يقال : زوجة الرجل إلا قليلا .
قال الأصمعي : لا تكاد العرب تقول زوجة .
ونقل الفرّاء أنها لغة – قبيلة – تميم ، فنزل القرآن ههنا على اللغة الشائعة في حق الإناث – أي زوج " انتهى من " حاشية محي الدين شيخ زاده على تفسير البيضاوي " (1/434) .
فإن قيل : فلِمَ لمْ توصف بأنهن ( مطهرات ) بصيغة جمع المؤنت السالم ؟
قيل : قد قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في جواب ذلك :
" وقوله ( مُّطَهَّرَةٌ ) ، هو بزِنة الإفراد ، وكان الظاهر أن يقال : مطهرات ، كما قرئ بذلك ، ولكن العرب تعدل عن الجمع مع التأنيث كثيراً ، لثقلهما ؛ لأن التأنيث خلاف المألوف ، والجمع كذلك ، فإذا اجتمعا تفادوا عن الجمع بالإفراد ، وهو كثير شائع في كلامهم لا يحتاج للاستشهاد " انتهى من " التحرير والتنوير" (1/357) .
فالحاصل : أن المقصود بـ ( أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ) نساء في الجنة ، وهذا قول عامة أهل التفسير ، كما نص على ذلك الماوردي في كلامه الذي ذكرناه سابقاً .
ثانياً :
الحور العين في الجنة ، من عالم الغيب الذي لا ندركه إلا بالوحي ولا مجال للعقل فيه
.
وقد وردت كلمة ( الحور العين ) في مواضع من القرآن الكريم :
قال الله تعالى : ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان / 54 .
وقال تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ
عِينٍ ) الطور /20 .
وقال تعالى : ( وَحُورٌ عِينٌ ، كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة
/22 – 23 .
والقرآن يفسر بعضه بعضاً ، فقد جاء في عدد من الآيات ذكر صفات أنثوية لهن ما يدل
صراحة على أنهن نساء في الجنة .
قال تعالى : ( وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ
مَّكْنُونٌ ) الصافات /48 – 49 .
وقال تعالى : ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن / 72 .
وقال تعالى : ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ،
عُرُبًا أَتْرَابًا ) الواقعة / 35 –37 .
وقال تعالى : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ،
وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) النبأ /31 - 33 .
وعلى هذا عامة أهل التفسير ـ أيضاً .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " يقول تعالى ذكره : كما أعطينا هؤلاء
المتقين في الآخرة من الكرامة ؛ بإدخالنا لهم الجنات ؛ وإلباسنا لهم فيها السندس
والإستبرق ، كذلك أكرمناهم بأن زوجناهم أيضا فيها حوراً من النساء ؛ وهن النقيات
البياض ، واحدتهن : حوراء .
وكان مجاهد يقول ... والحور: اللاتي يَحارُ فيهنَّ الطرفُ ، بادٍ مُخُّ سُوقِهنَّ
من وراءِ ثيابِهن ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهنَّ كالمرآة ، من رقة الجلد وصفاء
اللون ".
ثم قال الطبري : " وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال سائر أهل التأويل " .
انتهى من" تفسير الطبري " (21/65 - 66) .
فالحاصل من كل ما سبق : أنه لا يوجد في هذه الآيات ، ولا في الآيات السابقة عن
الأزواج المطهرة ما يمكن أن يستدل به على وجود رجال حور عين للنساء في الجنة ، ولا
أختلف أهل العلم في تفسير ذلك أصلاً ؛ بل كلهم مجمعون على أن ذلك وصف نساء المؤمنين
في الجنة ، ولا مدخل لذلك في وصف الرجال .
ثالثاً :
فإن قيل : ما نثبته من الأجور للرجال نثبت مثله للنساء ولا نفرق بينهما .
فالجواب :
1- الحور العين من الأمور الغيبية التي لا يمكن إدراكها بمجرد العقل ، فلو لم
يذكرها الله تعالى في القرآن الكريم لما تصورناها ، والقرآن وصفها بصفات الأنوثة ،
فمن يقول بوجود رجال حور عين في الجنة ، يكون قد أثبت شيئاً غيبياً دون نص من الوحي
؛ وهذا قول على الله بغير علم ، والله تعالى يقول : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف /33.
2- نعم ، يثبت للنساء أجر عملهن الصالح ، وجزاء سعيهن ، كما يثبت للرجال ، لكن لا
يبعد أن يختص كل جنس منهما بنعيم يخصه ، أو أجر خاص يناسب جنسه .
وقد دلت نصوص عديدة على أن النساء المسلمات في الجنة ، يزوجن بالرجال المسلمين من
أهل الدنيا ، لكن بعد أن يدخلهم الله الجنة في أحسن وأبهى صورة .
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا
الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ
بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكُم
بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد / 22 - 24 .
وقال تعالى أيضا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) غافر /8
.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقوله : ( وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) أي : يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها ؛ من
الآباء والأهلين والأبناء ، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين ؛ لتقر أعينهم بهم
، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى ، من غير تنقيص للأعلى عن درجته ، بل
امتنانًا من الله وإحسانا " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (8/136) .
واستدل بعضهم بقوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
تُحْبَرُونَ ) الزخرف / 70 .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى : " وفي أزواجهم قولان : أحدهما : زوجاتهم ،
والثاني : قرناؤهم " انتهى من " زاد المسير في علم التفسير " (7/328) .
وذكر نحواً من ذلك أيضاً : القرطبي في " تفسيره " ( 19/78 ) ، وصديق حسن خان، في "
فتح البيان في مقاصد القرآن " (12/372) .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ذكر للرجال الحور العين في الجنة
، فما للنساء؟
فأجاب بقوله : " يقول الله - تبارك وتعالى - في نعيم أهل الجنة : ( وَلَكُمْ فِيهَا
مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ
رَحِيمٍ ) ، ويقول - تعالى - : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ
الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
ومن المعلوم أن الزواج من أبلغ ما تشتهيه النفوس ، فهو حاصل في الجنة لأهل الجنة ،
ذكوراً كانوا أم إناثاً ، فالمرأة يزوجها الله - تبارك وتعالى - في الجنة بزوجها
الذي كان زوجاً لها في الدنيا ، كما قال الله - تبارك وتعالى -: ( رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ ) " .
انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " ( 2/51) .
وأما المرأة التي تزوجت في الدنيا عدة مرات ، وكل أزواجها من أهل الجنة ، فقد اختلف
اجتهاد العلماء ، فبعضهم قال : إنها تخير بينهم ، وتختار من كان أحسن خُلقاً .
وبعضهم قال : تكون لآخر أزواجها في الدنيا ، واعتمدوا على ما روي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : ( المَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا ) صححه الشيخ الألباني رحمه
الله تعالى في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 3 / 275 ) رقم ( 1281 ) .
وينظر جواب السؤال رقم :(8068) .
أما المرأة التي لم تتزوج في الدنيا ، أو التي لم يكن زوجها من أهل الجنة ، فلم يرد
نص في تعيين زوج مثل هذه المرأة ، لكن هناك بعض الأقوال لأهل العلم في هذه المسألة
يمكن أن يستأنس بها .
قال الألوسي رحمه الله تعالى : " ويعطي الرجل هناك ما كان له في الدنيا من الزوجات
، وقد يضم إلى ذلك ما شاء الله تعالى من نساء مُتْنَ ولم يتزوجن .
ومن تزوجت بأكثر من واحد : فهي لآخر أزواجها ، أو لأولهم إن لم يكن طلقها في الدنيا
، أو تخير فتختار من كان أحسنهم خلقاً معها ، أقوال : صحح جمع منها الأول ، وتعطى
زوجة كافر دخلت الجنة لمن شاء الله تعالى " انتهى من " روح المعاني " (25/136) .
وفي " مجموع فتاوى ومسائل ابن عثيمين " ( 2 / 52 ) :
" وسئل - رعاه الله بمنه وكرمه -: إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في
الدنيا ، أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة فمن يكون لها ؟
فأجاب قائلا : " الجواب يؤخذ من عموم قوله - تعالى -: ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ
رَحِيمٍ ) ، ومن قوله - تعالى -: ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ
الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة : فإنها
إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم -أعني من لم
يتزوجوا من الرجال- لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا
واشتهت ذلك أنفسهم.
وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه
لم يدخل معها الجنة ؛ أنها إذا اشتهت أن تتزوج : فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه ،
لعموم هذه الآيات.
ولا يحضرني الآن نص خاص في هذه المسألة ، والعلم عند الله - تعالى - ".
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال : ( 149336
) .
والله أعلم .
تعليق