الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

أسئله بخصوص تطوير تطبيقات الألعاب

السؤال

نحن شركة تعمل في مجال تطوير تطبيقات الألعاب علي الموبايل ، ونحاول بقدر الإمكان ألا يكون بها مخالفات شرعية ولدينا سؤالين: ١- حكم إضافة إعلانات جوجل للعبة لتدرَّ ربحا ، وهذه الإعلانات فقط هي دعاية لألعاب أخري ولا يوجد بها إعلانات للخمور أو فوركس؛ فاتفاقية جوجل تنص علي أن الاعلانات التي تظهر تكون من نفس نوع التطبيق. ٢- ماحكم استخدام الموسيقي في الخلفية أثناء اللعب ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :
بالنسبة لإعلانات جوجل عن الألعاب ، فالكثير من هذه الألعاب - كما تظهر في إعلاناتها في كثير من المواقع - تحتوي على مفاسد عظيمة ، وعلى كثير من المخالفات الشرعية ، ولها أثر تربوي سيئ على أولاد المسلمين ، فلا يشرع الإعلان لمثل هذه الألعاب هكذا بإطلاق ، ما لم يتم التأكد من طبيعة كل لعبة ، ومحتواها ، وأنه ليس فيها ما يخالف الشرع .
ثانيا :
الموسيقى قد صح النهي عنها وتحريمها .
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏: ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا : ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا‏ .‏ فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري ( 5590 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" فدل هذا الحديث على تحريم المعازف ، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة ، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 11 / 535 ) .
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم : ( 5000 ) .
وبناء على ذلك : فلا يجوز استعمالها كخلفيات صوتية ، خاصة وأنها لا ضرورة إليها ولا حاجة ، ويمكن الاستغناء عنها بخلفيات صوتية مناسبة ومباحة .

ثالثا :
مما ينبغي أن يعلم : أن عملكم هذا يمكن أن يكون مفتاح خير لكم ولأولاد المسلمين ، كما أنه قد يكون العكس .
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم (1017) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (‏ مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ‏) رواه مسلم ( 2674 ) ‏.‏
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
" هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة وتحريم سن الأمور السيئة وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة ، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه ، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه ، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه ، أم كان مسبوقا إليه ، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب ، أو غير ذلك " انتهى من " شرح صحيح مسلم " ( 16 / 226 - 227 ) .

فالواجب عليك وعلى من معك من القائمين على موقعكم ، وما يماثله : أن تحرصوا على أن يكون عملكم من السنن الحسنة التي يبقى أجرها وأجر من عمل بها يصل إليكم ؛ وذلك بجعل هذه الألعاب التي تريدون إنتاجها ؛ ألعابا مفيدة ومثقفة ، ومربية لأولاد المسلمين ما يتلاءم مع دينهم ، وآدابهم ، وأخلاقهم ، خالية من المخالفات الشرعية ، مع استصحاب النية الصالحة في ذلك كله .
نسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب