برجاء توضيح أدلة أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم الرسل والنبيين معاً . فإن جميع الأدلة تدل على ختم النبوة فقط ، ولا تشير من قريب أو بعيد إلى ختم الرسالة .
الحمد لله.
اختلف العلماء رحمهم الله في الفرق بين النبي والرسول ، وجمهور العلماء على أن النبي هو من أوحي إليه من الله ولم يؤمر بالتبليغ ، والرسول هو من أوحي إليه وأُمر بالتبليغ .
ولكن .. مع هذا الاختلاف فإنهم اتفقوا على أن الرسول أفضل من النبي ، وأن الرسول قد حاز شرف النبوة وزيادة ، ولذلك قالوا : كل رسول فهو نبي ، وليس كل نبي رسولا .
وبهذا يتضح أن كل ما ورد في أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، أنه يدل على أنه لا رسول بعده أيضاً ، لأنه لن يكون هناك رسول إلا وهو نبي .
ولو جاء النص على أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل ، لم يكن هذا النص نافيا لوجود نبي بعده ، لأنه يحتمل أن يوجد نبي وليس برسول .
لكن .. قد جاء النص بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، فهذا ينفي وجود نبي بعده ، وكذلك ينفي وجود رسول بعده .
قال ابن كثير رحمه الله :
"(ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ...فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس" .
"تفسير ابن كثير" (3/645) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وإذا كان خاتم النبيين فهو خاتم الرسل قطعاً ، إذ لا رسالة إلا بنبوة ، ولهذا يقال : كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/250) .
والله أعلم