الحمد لله.
ولا حرج أن يقال عنه : "
عليه السلام " ، حيث كان رجلا صالحا ، ذكرت قصته في كتاب الله ، وقد عده كثير من
أهل العلم من أنبياء الله عليهم السلام .
وانظر جواب السؤال رقم : (152887) .
ثانيا :
قال الله تعالى :( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى
عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ
اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ
وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً
لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
) البقرة/ 259 .
والمشهور أن هذا الرجل هو العزير ، حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ
بُرَيْدَة ، قال ابن كثير : " وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَشْهُورُ " .
انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/ 687) .
وينظر في ذكر الخلاف في ذلك : " زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 233) .
مر عزير على هذه القرية -
وهي بيت المقدس على المشهور ، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها
أحد ، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة ، وقال: (أنى يحيي هذه
الله بعد موتها) وذلك لما رأى من دثورها ، وشدة خرابها ، وبعدها عن العود إلى ما
كانت عليه ، قال الله تعالى: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) ، وقد عمرت البلدة
وتكامل ساكنوها وتراجعت بنو إسرائيل إليها، فلما بعثه الله عز وجل بعد موته ، كان
أول شيء أحيا الله فيه : عينيه ، لينظر بهما إلى صنع الله فيه ، كيف يحيي بدنه ؟
فلما استقل سويا قال الله له -أي بواسطة الملك-: (كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض
يوم) ، قالوا: وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر نهار، فلما رأى الشمس
باقية ، ظن أنها شمس ذلك اليوم ، فقال: (أو بعض يوم) ؛ ( قال بل لبثت مائة عام
فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) وذلك: أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير ،
فوجده كما فقده ، لم يتغير منه شيء، لا العصير استحال ، ولا التين حمض ولا أنتن ،
ولا العنب تعفن (وانظر إلى حمارك) أي: كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر (ولنجعلك
آية للناس) أي: دليلا على المعاد (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) أي: نرفعها ، فنركب
بعضها على بعض ، وركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من عظام لا لحم عليها،
ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا، وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما
تبين له هذا كله (قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) أي: أنا عالم بهذا ، وقد رأيته
عيانا، فأنا أعلم أهل زماني بذلك .
انظر : "تفسير ابن كثير" (1/ 687-689) .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (12350)
، (132236) .
والله تعالى أعلم .