الأربعاء 19 جمادى الأولى 1446 - 20 نوفمبر 2024
العربية

صلاة الصلح بين الزوجين

السؤال

ما مدى صحة صلاة الصلح بين الزوجين ؟ وهي : أن تصلي ركعتين ، في كل ركعة تقرأ سورة الفاتحة ، و 7 مرات آية (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ) ، وبعد الانتهاء من الصلاة أدعو (اللهم ألن قلب فلان ابن فلانة ـ اسم الزوج ـ على فلانه بنت فلانة ـ اسم الزوجة ـ كما ألنت الحديد لداوود ).

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

ليس هناك في الشرع ما يسمى (صلاة الصلح بين الزوجين)، ولا ثبت هذا الدعاء المذكور، ولا يجوز للإنسان أن يخترع عبادة، أو ينسب للشرع ما لم يرد به .

وعليه؛ فلا تشرع صلاة خاصة لغرض الإصلاح بين الزوجين، بل هذه الصلاة، بالقصد المذكور، والكيفية الخاصة: بدعة مردودة .

وانظر للفائدة الجواب رقم : (209224) .

لكن إن وقع الدعاء المذكور ، أو نحوه مما يحقق المقصود ، كأن تقول : اللهم حبب إلي زوجي، وحببني إليه ، وهكذا ؛ إن وقع ذلك في صلاة المرأة المعتادة، فريضة كانت أو نافلة: فلا بأس بذلك.

ومثل ذلك : لو دعت المرأة بغير صلاة : أن يصلح الله لها زوجها ، بهذا الدعاء أو غيره ، خارج الصلاة ، وكذا لو دعا الرجل أن يصلح الله له امرأته ، من غير تقييد بآيات معينة ، أو صلاة خاصة : فهو مشروع ، لا حرج فيه .

والدعاء من أعظم أسباب حصول المطلوب، والنجاة من المرهوب . لكن دون ترتيب خاص، ولا صلاة خاصة.

ثانيًا:

لإصلاح ذات البين أهمية كبيرة في الشرع ، وقد رتب على هذا الإصلاح أجوراً عظيمة ، كما ورد التحذير الشديد من إفساد ذات البين وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟  قالوا : بلى ، قال :  صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة   . رواه الترمذي ( 2509 ) وقال : " هذا حديث صحيح ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :   هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين " انتهى .

وقد وضع الشرع وسائل لإصلاح البيوت، ومنها:

1- حسن اختيار الزوجة .

2- جعل البيت مكانًا لذكر الله .

3- إقامة شرع الله في البيت .

4- التربية الإيمانية لأهل البيت .

5- مواصلة قراءة سورة البقرة في البيت لطرد الشيطان منه .

6- عدم إدخال من لا يُرضى دينه إلى البيت .

7- حفظ أسرار البيوت .

وغيرها مما تراه مع شرحه في كتاب " أربعون نصيحة لإصلاح البيوت "، للشيخ محمد صالح المنجد .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب