الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

ما الحكمة من إبعاد يوسف عن أبيه عليهما السلام؟

392306

تاريخ النشر : 06-04-2023

المشاهدات : 16849

السؤال

لقد قرأت في أحد المقالات أن السبب الحقيقي وراء إبعاد سيدنا يوسف عليه السلام عن سيدنا يعقوب عليه السلام وامتحانه بفقده هو: تعلق سيدنا يعقوب الشديد بابنه يوسف، فما صحة هذا القول؟

الجواب

الحمد لله.

أخبرنا الله سبحانه أن سبب إبعاد يوسف عليه السلام هو حسد إخوته له.

قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (٩))يوسف/4-9.

وأما الحكمة من تقدير ذلك على نبي الله يعقوب، وابنه يوسف، عليهما السلام:

فالحكمة الظاهرة هي أن ينال يعقوب عليه السلام درجة الصبر على حكم الله تعالى والرضا بقضائه. وقد حصل له ذلك، عليه السلام.

ينظر : "أعلام الموقعين"(3/217).

وذكر القاضي عياض أن ذلك بسبب محبة يعقوب ليوسف عليهما السلام محبة شديدة، قال: "وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ ‌ابْتِلاء ‌يَعْقُوب بِيُوسُف كان سببه التفاته في صلاته إليه، ويوسف نائم؛ محبة له" انتهى من "الشفا بتعريف حقوق المصطفى - وحاشية الشمني" (2/205).

ويشبه هذا، ما ذكره ابن القيم رحمه الله من الحكمة من أمر ابراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام .

قال ابن القيم رحمه الله :

"لما كان منصب الخلة، وهو منصب لا يقبل المزاحمة بغير المحبوب، وأخذ الولد شعبة من شعاب القلب ، غار الحبيب على خليله أن يسكن غيره في شعبة من شعاب قلبه ، فأمره بذبحه ، فلما أسلم للامتثال، خرجت تلك المزاحمة، وخلصت المحبة لأهلها، فجاءته البشرى: (وفديناه بذبح عظيم).

ليس المراد أن يعذب ، ولكن يبتلى ليهذب" انتهى من "بدائع الفوائد" (3/742) .

وبكل حال؛ فليس لدينا نص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ببيان حكمة الله جل جلاله في تقدير ذلك، ولم نقف على من صرح به من السلف المرجوع إليهم في تأويل القرآن وفهمه؛ فالله أعلم بحكمته في ذلك، وهو العليم الحكيم.

الله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب