الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

غلام بريطاني يسأل عن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للأركان الخمسة

13529

تاريخ النشر : 28-04-2001

المشاهدات : 7756

السؤال

لماذا اختار محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الأركان الخمسة ؟.

الجواب

الحمد لله.

لقد لفت هذا السؤال انتباهنا ، إذ إنه يدل على اهتمامك بدين الإسلام ونبي الإسلام ، فنحيي فيك أيها السائل الصغير هذا الاهتمام ، والحرص على السؤال ، والسعي في الحصول عليه من مصادره الموثوقة ، ولعل هذا السؤال أن يكون فاتحة خيرٍ لك للوصول إلى طريق الحق ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

وإليك الجواب :

( محمد ) صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي أرسله الله إلى  الناس جميعاً ليخرجهم من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الهدى والإسلام ، فأمره أن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن يأمرهم بمكارم الأخلاق ، من الكرم والشجاعة وإكرام الضيف ، والإحسان إلى الجار وطاعة الوالدين ، واحترام الكبير والشفقة على الصغير ، وإرشاد الضال ورحمة المساكين وإعانة المحتاجين وإغاثة الملهوفين ، والتفريج عن المكروبين ، ... إلى غير ذلك من المحاسن والفضائل . وأن ينهاهم عن الشرك والكفر وسفاسف الأخلاق ، ورديئها ، من الزنا والكذب والخيانة والغش وعقوق الوالدين والظلم ، وغير ذلك .  راجع سؤال ( 219 ) .

وأما أركان الإسلام ، فاعلم - هداك الله - بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يُبلغ ما يوحى إليه من الله من غير زيادةٍ ولانقص قال الله تعالى : إن هو إلا وحيٌ يُوحى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يمكن أن يكذب على الله سبحانه وتعالى قال عز وجل : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ(44)لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47) سورة الحاقة .

ولو تأملنا في أركان الإسلام الخمسة لوجدناها قد تنوعت فالركن الأول - وهو الشهادتان - جمع بين عمل القلب واللسان ، والركن الثاني الصلاة وهو فعل عملٍ بدني وصلة بين العبد والرب في أوقات موزَّعة على الليل والنهار ، والركن الثالث الصوم وهو التعبد لله بالإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الشمس إلى غروبها ، فيصوم المسلم تعبداً لله ثم إحساساً بحال إخوانه الفقراء ، والركن الرابع الزكاة ، وهو عمل مالي يبذل المسلم القادر جزءً من ماله لإخوانه من الفقراء والمساكين ، والركن الخامس الحج وهو عملٌ جمع بين بذل المال والعمل البدني ، وإذا تأملت هذه الأركان الخمسة وجدت فيها حكماً عظيمة ، فالإسلام قائمٌ على الاستسلام لله بالتوحيد و الخلوص من الشرك وألا يُعبد الله إلا بما شرع ، فمن الناس من يسهل عليه أن يعمل عملاً بدنياً لكنه يشق عليه أن يبذل مالاً فكان في الزكاة تمحيص لهؤلاء ، واختبار لهم ، ومن الناس من يسهل عليه أن يبذل مالاً كثيراً لكنه يصعب عليه أن يقوم ببذل مجهود بدني فكان في الصلاة اختبار لهم ، ومن الناس من يسهل عليه فعل الصلاة وإخراج الزكاة ، لكنه يشق عليه ترك ما يُحبه من الطعام والشراب ولذة الجماع ، فكان في الصوم امتحان لهؤلاء ، وأما الحج فقد جمع بين المال ، وعمل البدن ، ... إلى غير ذلك من الحكم والغايات المحمودة من هذه العبادات العظيمة .

وهذه الأركان إنما هي وحي من عند الله بلَّغَنَا إياها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وتلقاها المسلمون بالقبول والتسليم . فنسأل الله الهداية للجميع .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد