الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

هل الكلب والخنزير نجسان ؟

172600

تاريخ النشر : 11-08-2011

المشاهدات : 69077

السؤال

سألني أحد المسيحين لماذا يعتبر الإسلام أن الكلاب والخنازير نجسة على الرغم من أنها مخلوقات من الله ، إنه لا يسأل عن لحومهم ولكنه يريد أن يعرف لماذا يخشى أي مسلم أن يقترب كلب منه مخافة أن يلمسه ؟ ويريد أن يعرف على وجه الخصوص أين ذكر ذلك في القرآن ؟ أو هل يوجد حديث يدل على ذلك ؟ وما هي الحيوانات الأخرى التي تعتبر نجسة ؟ . برجاء الرد على سؤالي لأن هذا الشخص لديه رغبة في الإسلام . بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله.

أولاً:
لعل سبب الإشكال عند ذلك المسيحي أنه يظن أن الله تعالى لا يخلق الشر ولا الخبيث ولا النجس ، وهذا خلل في أصل الاعتقاد ؛ فالله تعالى خالق كل شيء ، الخير والشر والطيب والخبيث ، وما هو طاهر وما هو نجس ، بل خلق الله تعالى إبليس وهو شر المخلوقات على الإطلاق .
ولكل خلْقٍ من خلقه تعالى حِكَمٌ جليلة ، تقوم بها الحياة ، ويحصل فيها الابتلاء للخلق ،
وانظر جواب السؤال رقم ( 12558 ) ففيه الجواب عن عين مسألتك هذه .
وفي جواب السؤال رقم ( 1239 ) تجد بيان الحكمة من خلق الحيوانات الضارة .

ثانياً:
القول بنجاسة الخنزير والكلب ليس حكماً متفقاً عليه ، وإنما هو قول أكثر العلماء ، ومن العلماء من يرى طهارتهما ، الإمام مالك ، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد فرَّق بعض العلماء بين الكلب والخنزير فقالوا بنجاسة الكلب دون الخنزير ، وهو قول لبعض الشافعية .
قال أبو إسحق الشيرازي الشافعي - رحمه الله - : " وأما الخنزير فنجس لأنه أسوأ حالاً من الكلب ؛ ولأنه مندوب إلى قتله من غير ضرر فيه ، ومنصوص على تحريمه ، فإذا كان الكلب نجساً فالخنزير أولى " . انتهى .
قال النووي رحمه الله معلِّقاً على قول الشيرازي سابقاً : " نقل ابن المنذر في كتاب " الإجماع " إجماع العلماء على نجاسة الخنزير ، وهو أولى ما يحتج به لو ثبت الإجماع ، ولكن مذهب مالك طهارة الخنزير مادام حيّاً ، وأما ما احتج به المصنف [يعني : الشيرازي] فكذا احتج به غيره ولا دلالة فيه ، وليس لنا دليل واضح علي نجاسة الخنزير في حياته " انتهى من " المجموع " ( 2 / 568 ) .
وعكسه آخرون فقالوا بطهارة الكلب دون الخنزير ، وهو قول لبعض الحنفية .
قال الكاساني الحنفي – رحمه الله - : " وأما الكلب : فالكلام فيه بناء على أنه نجس العين أم لا ، وقد اختلف مشايخنا فيه ، فمَن قال إنه نجس العين فقد ألحقه بالخنازير فكان حكمه حكم الخنزير ، ومَن قال إنه ليس بنجس العين فقد جعله مثل سائر الحيوانات سوى الخنزير ، وهذا هو الصحيح " انتهى من " بدائع الصنائع " ( 1 / 63 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 69840 ) ففيه نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أن الأصل في الأعيان – ومنه الحيوانات - الطهارة ، وفيه بيان طهارة الكلب لذاته ، وأن لعابه فقط هو النجس لوجود النص على ذلك .
وأما ابتعاد المسلم عن الكلب ، فذلك خشية أن يصيبه بلسانه ، لأن الكلب يغلب عليه إخراج لسانه ولحس الأشياء به ، ونجاسة الكلب نجاسة مغلظة لا تطهر إلا بالغسل سبع مرات إحداهن بالتراب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ) رواه مسلم (279) .
فلهذا يبتعد المسلمون عن الكلاب ويخشون أن تلمسهم ، حرصاً على طهارتهم وطهارة ثيابهم.
والله أعلم

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب