الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل أرسل شعيب عليه السلام إلى أكثر من قوم؟

264784

تاريخ النشر : 11-10-2023

المشاهدات : 12627

السؤال

هل ارسل النبي شعيب عليه السلام الى اكثر من قوم وما هو مدين والايكة ارجو الرد الكافي ان امكن وشكرا.

ملخص الجواب

اختلف العلماء هل أرسل نبي الله شعيب إلى أمة واحدة أو أمتين، والمسألة محتملة وليس هناك دليل قاطع، وإنما هي قرائن متقابلة، وليس بمستبعد أن يكونا قومين مختلفين متقاربي المكان بعضهم يسكن الحضر والآخرون -أصحاب الأيكة- أهل بدو، وكانوا لمخالطة بعضهم بعضا متفقين في الشرك والفساد، فأرسل شعيب عليه السلام إليهم جميعا.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

مدين هي قبيلة عربية كانت في نواحي الشام.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" كان أهل مدين قوما عربا، يسكنون مدينتهم مدين، التي هي قرية من أرض معان من أطراف الشام مما يلي ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط، وكانوا بعدهم بمدة قريبة، ومدين قبيلة عرفت بهم المدينة، وهم من بني مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وشعيب نبيهم...

وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل، ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة، وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها، وكانوا من أسوء الناس معاملة يبخسون المكيال والميزان، ويطففون فيهما يأخذون بالزائد، ويدفعون بالناقص، فبعث الله فيهم رجلا منهم، وهو رسول الله شعيب عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه الأفاعيل القبيحة؛ من بخس الناس أشياءهم، وإخافتهم لهم في سبلهم وطرقاتهم، فآمن به بعضهم، وكفر أكثرهم حتى أحل الله بهم البأس الشديد، وهو الولي الحميد " انتهى. "البداية والنهاية" (1 / 427 - 429).

أما أصحاب الأيكة، فالأيكة هي الشجر الملتف.

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:

" يقول تعالى ذكره: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ) . والأيكة: الشجر الملتفّ، وهي واحدة الأيك، وكل شجر ملتفّ فهو عند العرب أيكة ...

وأصحاب الأيكة: هم أهل مدين فيما ذُكر " انتهى. "تفسير الطبري" (17 / 632).

وقد اختلف أهل العلم في أهل مدين، هل هم أنفسهم أصحاب الأيكة؟

كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ثانيا:

بُسِطت قصة شعيب عليه السلام مع قومه في أربع مواضع من القرآن الكريم.

الموضع الأول: في سورة الأعراف.

قال الله تعالى:

 وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  إلى قوله تعالى:  وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ الأعراف/85 – 91.

الموضع الثاني: في سورة هود.

وقال الله تعالى:

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ، وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ  إلى قوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ،كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ  هود/84 – 95.

الموضع الثالث: في سورة العنكبوت.

وقال الله تعالى:

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ العنكبوت/36 – 37.

الموضع الرابع: في سورة الشعراء.

قال الله تعالى:

كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ، وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ، وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ، قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ، فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ الشعراء/176 – 189.

ومما يلاحظ أن المواضع الثلاثة الأولى في سورة الأعراف وهود والعنكبوت تنص على أن شعيبا أرسل إلى قومه أهل مدين، بينما في سورة الشعراء فإن الآية نصت على أنه أرسل إلى أصحاب الأيكة.

وكذلك في سورة الأعراف والعنكبوت أن العذاب الذي أصيب به أهل مدين هو الرجفة، وفي سورة هود أن العذاب كان الصيحة، أما في سورة الشعراء فالعذاب الذي أصيب به أصحاب الأيكة هو عذاب يوم الظلة .

وفي المقابل تتفق الآيات التي تخبر عن أهل مدين مع الآيات التي تخبر عن أصحاب الأيكة، في أن دعوة شعيب لهم كانت واحدة وهي الأمر بالعدل في الكيل والوزن والنهي عن الفساد في الأرض .

وبناء على ما سبق، اختلفت أقوال أهل العلم، هل أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة، أم هما قومان متباينان ؟

القول الأول:

ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنهما قومان متباينان، واستدلوا على ذلك:

- بأن الله تعالى ميز بينهم في الاسم وهذه إشارة على أن أهل مدين ليسوا هم أصحاب الأيكة.

- وأن الله تعالى لما ذكر مدين ذكر أن شعيبا أخاهم؛ أي في النسب، وأن شعيبا خاطبهم بـ ( يَاقَوْمِ ).

قال الله تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ الأعراف/85.

وقال الله تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ هود/84.

وقال الله تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ  العنكبوت/36.

بينما في سورة الشعراء لما ذكر أصحاب الأيكة، لم يذكر أنه أخاهم ولم يخاطبهم بصفة أنهم قومه .

قال الله تعالى: كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ الشعراء /176 - 177.

رغم أن الرسل الذين ذكروا في نفس السورة نص الله تعالى على أنهم إخوان لأقوامهم.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :

" ( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ) إن قيل: لِمَ لم يقل: أخوهم، كما قال في (الأعراف) ؟

فالجواب:

أن شعيبا لم يكن من نسل أصحاب الأيكة، فلذلك لم يقل: أخوهم، وإنما أرسل إليهم بعد أن أرسل إِلى مَدْيَن، وهو من نسل مَدْيَن، فلذلك قال هناك: أخوهم، هذا قول مقاتل بن سليمان " انتهى. "زاد المسير" (6 / 141).

واستدلوا أيضا بأن نوع العذاب مختلف، فعذاب أهل مدين كان الصيحة والرجفة، أما عذاب أصحاب الأيكة فكان عذاب يوم الظلة.

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" وهنا (أي: في سورة الأعراف) قال إن سبب إهلاكهم بالرجفة، وصرح بسورة هود بأن سبب إهلاكهم صيحة، حيث قال: ( وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ )، وصرح في سورة الشعراء أن قوم شعيب أصحاب الظلة كان عذابهم في ظلة، المذكور في قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )، تارة يعبر عن سبب إهلاكهم بالرجفة، وتارة بالصيحة، وتارة بالظلة، فهذا هو وجه السؤال المعروف في هذه الآيات.

وحاصل الجواب: أن العلماء اختلفوا - كما قدمنا - هل شعيب أرسل إلى أمة واحدة أو أرسل إلى أمتين؟ وكان قتادة رحمه الله في طائفة من العلماء يقولون: أرسل شعيب إلى أمتين، أرسل إلى مدين فأهلكهم الله بالصيحة، وأرسل إلى أصحاب الأيكة بعد أن هلك أصحاب مدين فأهلكهم الله بالظلة. وهذا القول قال به بعض العلماء، واستدلوا باختلاف نوع العذاب " انتهى. "العذب النمير" (3 / 609 - 610).

واستدلوا أيضا بحديث ورد في ذلك ، غير أنه حديث ضعيف .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة "شعيب"، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان، بعث الله إليهما شعيبا النبي عليه السلام ).

وهذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أن يكون موقوفا " انتهى. "تفسير ابن كثير" (6 / 159).

وقال ابن ابي حاتم:

" وسُئِلَ ابْنُ الجُنَيد عن حديث رواه عثمان بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم: ( إن مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث إليهما شعيب ) ؟ فقال: هذا باطل؛ الصواب: ما حدثنا أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو بن عبد الله، عن قتادة؛ قال: أصحاب الأيكة – والأيكة: الشجر الملتف -  " انتهى. "العلل لابن ابي حاتم" (5 / 32 - 33).

ونص أيضا على عدم صحة هذا الحديث؛ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4 / 138)، والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10 / 219).

وفي المقابل ذهب جمهور أهل العلم إلى أن أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة، بقرينة أن دعوة شعيب إلى أهل مدين هي نفس الدعوة  التي نص القرآن أنه وجهها إلى أصحاب الأيكة.

قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ).

قال أكثر أهل العلم: إن أصحاب الأيكة هم مدين.

قال ابن كثير: وهو الصحيح.

وعليه فتكون هذه الآية بينتها الآيات الموضحة قصة شعيب مع مدين، ومما استدل به أهل هذا القول، أنه قال هنا لأصحاب الأيكة: ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ، وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) وهذا الكلام ذكر الله عنه أنه قاله لمدين في مواضع متعددة " انتهى. "أضواء البيان" (6 / 418).

وأجابوا عن عدم وصف شعيب بأنه أخ لأصحاب الأيكة؛ بأن "أصحاب الأيكة" المراد بها هنا عباد الأيكة، فلا يليق أن يوصف شعيب بأنه أخ لهؤلاء المشركين، بينما "مدين" فإنه اسم القوم فناسب أن يوصف بأنه أخ لهم في النسب.

وأما اختلاف العذاب، فأجابوا عنه بأنه لا مانع بأن يكون أهل مدين هم أصحاب الأيكة وأن العذاب الذي وقع عليهم لم يكن واحدا وإنما متعدد ومتنوع.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وجاء عن قتادة أنه أرسل إلى أمتين؛ أصحاب مدين وأصحاب الأيكة، ورجح بأنه وصف في أصحاب مدين بأنه أخوهم بخلاف أصحاب الأيكة. وقال في أصحاب مدين أخذتهم الرجفة والصيحة، وفي أصحاب الأيكة أخذهم عذاب يوم الظلة، والجمهور على أن أصحاب مدين هم أصحاب الأيكة، وأجابوا عن ترك ذكر الأخوة في أصحاب الأيكة بأنه لما كانوا يعبدون الأيكة ووقع في صدر الكلام بأنهم أصحاب الأيكة ناسب أن لا يذكر الأخوة، وعن الثاني بأن المغايرة في أنواع العذاب إن كانت تقتضي المغايرة في المعذبين فليكن الذين عذبوا بالرجفة غير الذين عذبوا بالصيحة، والحق أنهم أصابهم جميع ذلك، فإنهم أصابهم حر شديد فخرجوا من البيوت فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فرجفت بهم الأرض من تحتهم وأخذتهم الصيحة من فوقهم " انتهى. "فتح الباري" (6 / 450).

والحاصل؛ أن المسألة محتملة وليس هناك دليل قاطع، وإنما هي قرائن متقابلة، وليس بمستبعد أن يكونا قومين مختلفين متقاربي المكان بعضهم يسكن الحضر والآخرون -أصحاب الأيكة- أهل بدو، وكانوا لمخالطة بعضهم بعضا متفقين في الشرك والفساد، فأرسل شعيب عليه السلام إليهم جميعا.

روى عبد الرزاق في "التفسير" (3 / 9) عن مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) قَالَ: ( بَلَغَنَا أَنَّ شُعَيْبًا أُرْسِلَ مَرَّتَيْنِ إِلَى أُمَّتَيْنِ: مَدْيَنَ، وَأَصْحَابِ الْأَيْكَةِ ).

وروى الطبري في "تفسيره" (17 / 633) بإسناد صحيح عن عبد  الرحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) قال: الأيكة: الشجر، بعث الله إليهم شعيبا؛ إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية، قال: وهم أصحاب لَيْكَة، و لَيْكَة والأَيْكة: واحد ).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب