الحمد لله.
أولا:
الصفة المجردة عن الذات لا تنفع ولا تضر، ومن اعتقد أنها تنفع وتضر بنفسها، فقد خالف الشرع والعقل.
وقد سبق بيان أن الصفة المجردة لا تُدعى، ولا يستعاذ بها، وأن دعاءها شرك باتفاق المسلمين.
وينظر: جواب السؤال رقم (283343) ورقم (272226)
ثانيا:
صفات الله تعالى قائمة بذاته لا تنفك عنه، ولهذا من استعاذ بعزة الله تعالى أو بكلماته، فقد استعاذ بالله الموصوف بالعزة والكلام، ففرق بين دعاء الصفة، والدعاء بالصفة، وبين الاستعاذة بالصفة، والاستعاذة بالموصوف بهذه الصفة.
ومن قال: إن القرآن الكريم ينفع صاحبه، ويشفع لصاحبه، فهذا حق ثابت في النصوص، وليس هذا لكون الصفة تنفع بنفسها، بل لأن الله تعالى جعل النفع والبركة في كلامه، فيؤجر من قرأه، ويشفى من استشفى به، وغير ذلك مما ثبت، كون القرآن يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.
فالقرآن ينفع، على جهتين: على جهة أنه كلام الله، وأن النفع من الله المتكلم به.
أو على جهة أن القرآن سبب جعله الله نافعا، فالنفع أولا وآخرا منه تبارك وتعالى.
والقرآن كلام الله غير مخلوق، أي تكلم الله تعالى به، فهو صفة من صفاته، والذهن يفرض المحال، فيفرضه كلماتٍ مجردةً لم يتكلم بها الله، وحينئذ فمن اعتقد أن هذه الكلمات المجردة تنفع وتضر بنفسها، فقد كفر، وقال المحال؛ لأن الصفة لا تقوم إلا بالموصوف بها، فليس هناك كلام مجرد، إنما هو كلام الله، أو كلام زيد أو عمرو، وليس هناك علم قائم بذاته، أو رحمة قائمة بذاتها، إنما تقوم الصفة بمن اتصف بها.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: "وأما دعاء الصفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمة الله، يا عزة الله، يا قوة الله، تقتضي أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة به، وليس شيء منها إله يدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو، والله أعلم " انتهى.
والله أعلم.
تعليق